هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
في البداية، شرعت قناة "برس تي في" الإيرانية ببث أخبار مغلوطة عن عملية غصن الزيتون. وصورت القناة مكافحة تركيا لوحدات حماية الشعب وكأنها "اعتداء على أكراد سوريا". كما أنها نشرت صورًا لمقتل مدنيين في بلدان وتواريخ مختلفة على أنها نُفذت بيد القوات المسلحة التركية في عفرين.
وليلة زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لأنقرة، نشرت قناة روسيا اليوم خبرًا ملفقًا من وكالة نظام الأسد "سانا"، يزعم أن القوات التركية نفذت هجومًا كيميائيًّا على عفرين.
وفي آخر تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن الوضع معقد في عفرين، والحل غير ممكن إلا عبر الحوار بين دمشق وأنقرة، ما يشير إلى أن روسيا أضحت في وضع صعب، عقب مباحثات تيلرسون في أنقرة.
أليس من الحماقة الطلب من تركيا أن ترمي وراء ظهرها جهودها على مدى سبع سنوات، وثمن استضافتها 3.5 مليون لاجئ، ونفوذها على المعارضة؟
كما أن إقامة تركيا حوار مع الأسد بماذا سينفع سوى بالتفريط بالمعارضة، التي لم تكن تفكر بالمشاركة في مؤتمر سوتشي، لصالح الولايات المتحدة تمامًا.
لكن في المقابل، عندما اندلعت المظاهرات المناهضة للنظام في إيران أعلنت تركيا وخارجيتها وإعلامها أن "قوى خارجية" تسعى لإثارة الاضطرابات في البلاد.
وتشترك تركيا في مطالبها من إيران بشأن الشرق الأوسط، مع فئات الشعب السوري، التي تطالب طهران بالكف عن إرسال القوات والأموال إلى بلادهم لدعم حزب الله.
البعض يقول إن أمن طهران من أمن أنقرة، في حين أنه يمكننا، من خلال رؤية إيران وهي تقيم علاقات مع قيادة حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، أن ندرك وجود قوى مسيطرة في طهران منذ مدة طويلة تؤمن بأن عدم الاستقرار في تركيا هو السبيل لتحقيق أمن إيران.
يتوجب على شركائنا في مسار أستانة، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لما نطلبه من الولايات المتحدة ولا تقوم هذه الأخيرة بتلبيته، هو أن يختاروا ما بين تركيا ووحدات حماية الشعب، التي تعتبر أكبر مشكلة أمام الأمن القومي التركي. فأنقرة عاقدة العزم على أن تحل مشاكلها بنفسها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس