أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تتمتع التحركات الدبلوماسية والاستخبارية على جبهة عملية غصن الزيتون في عفرين بالقدر نفسه من أهمية التحركات العسكرية. فقبل عدة أيام شهدنا مناورة تكتيكية من خلال عناصر شبه عسكرية تم تقديمها على أنها قوات تابعة للنظام السوري، إلا أن المناورة انتهت قبل أن تبدأ، بينما تأكدت صحة المعلومات حول استعداد إرهابيي وحدات حماية الشعب لتنظيم مظاهرة في مركز عفرين وهم يحملون أعلام النظام.
ومع اقتراب القوات المسلحة التركية من تنفيذ مرحلة محاصرة عفرين، سرّعت قوات النظام والميليشيات الموالية لإيران ووحدات حماية الشعب وتنظيم داعش من التعاون فيما بينها. فهناك الكثير من المعلومات تقول إن عناصر من داعش انتقلوا إلى صفوف وحدات حماية الشعب.
ومع أن من الواضح استهداف الولايات المتحدة إيران من خلال تأسيس دولة في شمال سوريا باستخدام وحدات حماية الشعب، إلا أنه لا حدود لألاعيب ومكائد طهران الرامية إلى إضعاف موقف أنقرة.
مع أن قادة الرأي في إيران بدأوا يتحدثون عن أن تركيا حققت تفوقًا في سوريا من خلال مكافحتها للإرهاب، في حين منيت بلادهم، التي تنفذ عمليات سرية، بالخسارة.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فهي تطالب بمعرفة خلفية العلاقات التركية مع روسيا، وتقول إن على أنقرة قطع علاقاتها مع طهران. وفي المقابل، لم تتخل واشنطن عن تطوير علاقاتها مع عناصر وحدات حماية الشعب لتتجاوز حدود الشراكة العملياتية.
بدورها، تصر موسكو على تأسيس تركيا نقاط مراقبة في مناطق خفض التوتر بمحافظة إدلب، من أجل حماية القواعد الروسية في اللاذقية وحميميم، وكأنها تطالب بثمن فتح الأجواء أمام المقاتلات التركية لتنفيذ غارات في عفرين.
يتمركز حاليًّا في إدلب ومحيطها عناصر النخبة من الكوماندوز والقوات التركية لمراقبة وقف إطلاق النار، فقط بهدف إدامة الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع روسيا.
وفوق ذلك فإن روسيا لا تألو جهدًا من أجل اختطاف ورقة وحدات حماية الشعب التي تمسك بها الولايات المتحدة، واستخدامها في تحقيق مآربها.
ولهذا أصبح أمر لا مفر منه أن تحل تركيا مشاكلها بنفسها، بالاعتماد على قدراتها المحلية والوطنية. وفي هذا الإطار تتمتع الشبكة المحلية التي أنشأها جهاز الاستخبارات التركي في سوريا بأهمية كبيرة.
بفضل القدرات الاستخبارية والتعاون مع العناصر المحلية أصبح الجيش التركي قادرًا على تحديد أماكن وتحركات العناصر الإرهابية ومن يقدم لها الدعم، قبل دخولها عفرين، ومن ثم تنفيذ عمليات محددة الأهداف.
وباختصار.. استنفرت تركيا كل قدراتها الوطنية من أجل مواجهة تشكيل دولة إرهابية على حدودها الجنوبية. وهذا التحرك قادر على تحقيق الأهداف المأمولة منه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس