ترك برس
مع وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الجزائر، مصطحباً معه عدداً من الوزراء والبرلمانيين ورجال الأعمال الأتراك، بدأت تحليلات وتفسيرات المحللين والمراقبين حول الزيارة وسط تقديرات بالرفع من مستوى العلاقات الاقتصادية بالتوازي والسياسية وحتى الثقافية، في حين قرأ البعض الآخر هذه الزيارة على أنها استهداف تركيا لفتح باب إفريقيا عبر الجزائر.
في هذا الإطار سلطت صحيفة "الوسط" الجزائرية الضوء على زيارة أردوغان إلى الجزائر وتاريخ العلاقات بين البلدين، حيث قالت بأن العلاقات الجزائرية التركية انتعشت منذ صعود حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، حيث كانت أول زيارة لأردوغان إلى الجزائر في 2006 حين كان رئيساً للوزراء.
وتطرقت الصحيفة إلى أن الزيارة الحالية للرئيس التركي إلى الجزائر، تعد الثانية من نوعها بعد استلامه منصب رئاسة الجمهورية، حيث أجرى في 19 نوفمبر 2014، زيارة رسمية هي الأولى له خارجيا منذ توليه منصبه في 2014، كما أشارت إلى زيارة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أنقرة في 2005.
وأضافت الصحيفة أن المرحلة الحالية في العلاقات بين البلدين، تشهد توقيع عدة اتفاقيات ومشاريع في مجالات الطاقة والتجارة والزراعة والبناء والثقافة، حيث تم إنشاء 797 شركة تركية بالجزائر بطاقة عمال تقدر بأكثر من 28 ألف شخص بحسب أرقام رسمية. ووفقا للزيارة الإفريقية فإن الجزائر تمثل الشريك الأول لتركيا في إفريقيا، بحجم مبادلات تجارية يتراوح ما بين 3.5 و5 مليارات دولار سنويا، وحجم استثمارات 3 مليارات دولار.
من جانب المعاهدات وقعت الدولتان 2014 اتفاقية لتمديد تزويد الجزائر لتركيا بالغاز المسال لـ 10سنوات أخرى، مع زيادة هذه الكميات بنسبة 50 بالمائة. وكانت تركيا تستورد من الجزائر نحو 4 مليارات متر مكعب من الغاز المسال سنويا منذ 1988، وتضاعفت هذه الكمية لتصل بعد الاتفاقية المذكورة إلى 6 مليارات متر مكعب كل سنويا، وتحتل الجزائر المرتبة الرابعة في ترتيب الدول الممولة لتركيا بالغاز الطبيعي بعد روسيا وأذربيجان وإيران.
وفيما يتعلق بالمصانع التركية في الجزائر، فإن بدايتها كانت مع افتتاح "طيال" أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، بغليزان باستثمار يقدر بـ1.5 مليار دولار، على مساحة تقدر بـ 250 هكتارا، حيث من المتوقع أن تخلق 25 ألف منصب عمل اعتبارا من 2020 وفق المسؤولين، وأقامت الشركة التركية "توسيالي أيرون أند ستيل" في 2013 بوهران مصنعا للحديد والصلب، بتكلفة تفوق 750 مليون دولار، وبقدرة إنتاجية بلغت 1.2 مليون طن سنويا من المواد الحديدية. وأعلن مسيرو شركة توسيالي، في تصريحات صحفية، أن استثماراتهم في قطاع الحديد والصلب بالجزائر بلغت 2.250 مليار دولار في 2017، وأنهم سيرفعون هذه الاستثمارات إلى 6 مليار دولار في 2021، بعد الانتهاء من إنجاز مصنعين جديدين للحديد والصلب بقيمة 4 مليار دولار.
وفي 2015، أسست الشركة المختلطة "أوزميرت" التركية الجزائرية والتي أنشئت في 2007 بمدينة وهران، مصنعا بعين تيموشنت متخصص في صناعة الفولاذ والقضبان المسطحة. وتفوق القدرة الإنتاجية للمصنع 100 ألف طن سنويا، على أن يرتفع الإنتاج الموجه إلى قطاعات البناء واستخدامات صناعية أخرى تدريجيا ليبلغ 300 ألف طن.
وحول اصطحاب أردوغان رجال أعمال أتراك خلال زيارته الحالية، قال فؤاد توسيالي رئيس مجلس الأعمال التركي الجزائري التابع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، لوكالة الأناضول: "إن الجزائر هي واحدة من أقوى الاقتصادات في افريقيا، وإن إدراج هذا البلد على برنامج جولة أردوغان الأفريقية سوف يؤثر بشكل إيجابي على عالم الأعمال في البلدين"، مضيفاً أن المرحلة المقبلة سوف تحمل في جعبتها تطورات مهمة في العلاقات الاقتصادية والسياسية للبلدين.
وأشار توسيالي إلى أن حصة رجال الأعمال الأتراك من التطورات الإيجابية التي يشهدها اقتصاد الجزائر، سوف تشكل سمة لمرحلة تتصدرها التنمية، لاسيما ما يتعلق بصناعة السيارات التي تشهد تطورًا مهمًا في الوقت الحالي، في ظل وجود الأرضية الجيدة لهذه الصناعة، مؤكداً أن البلدان التي يعتزم أردوغان زيارتها بحاجة لمستثمرين أجانب، وأن المستثمرين الأتراك هم الأكثر خبرة في هذه المنطقة، وذلك لعدة أسباب أهمها القرب الثقافي مع الدول الأفريقية وبرامج التقارب التي جرى العمل عليها خلال الأعوام الـ15 الماضية.
واختتم توسيالي قوله بالإشارة إلى أهمية الأسواق في البلدان الأفريقية في التحول الصناعي الذي تشهده تركيا، وأن رجال الأعمال الأتراك مستعدون لنقل تكنولوجيات معينة إلى البلدان الأفريقية، ونقل عدد كبير من الصناعات وتجديد المرافق، لاسيما مع وجود فرص استثمارية مهمة ومناسبة جدًا للأتراك، موضحا رواج الكثير من المنتجات التركية في هذه البلدان؛ ما يوفر سهولة التسويق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!