محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
من فيينا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو إن بلاده ستنفذ عملية عسكرية خارج الحدود بالاشتراك مع الحكومة العراقية ضد حزب العمال الكردستاني، وإن من الممكن تنفيذها بعد الانتخابات المزمع إجراؤها في العراق يوم 12 مايو/ أيار القادم.
وأضاف جاوش أوغلو أنه "سيتم الإقدام على خطوات من أجل تطهير العراق من جميع التنظيمات الإرهابية".
في الحقيقة، عملية العراق التي تحدث عنها جاوش أوغلو، كان المقرر تنفيذها قبل عملية غصن الزيتون.
أفضى إجراء إقلبم شمال العراق الاستفتاء رغم كل التحذيرات إلى توافق بغداد وأنقرة حول الرد على الاستفتاء.
اتفقت العاصمتان بشأن سحب المعابر الحدودية من الإقليم، وتنفيذ عملية ضد وحدات حماية سنجار، المدعومة من حزب العمال الكردستاني، والتي كانت تزعج بغداد في سنجار وكركوك.
وخلال زيارته أنقرة في 25 أكتوبر الماضي بناء على دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن حكومته لن تسمح بأنشطة مجموعات غير مخولة حمل السلاح في العراق.
بدوره، صرح أردوغان بأن تركيا مستعدة للقيام بمكافحة مشتركة لوجود حزب العمال الكردستاني في قنديل وسنجار.
على الإثر، نشبت مواجهات مسلحة بين الحشد الشعبي التابع لبغداد وقوات حزب العمال.
بيد أن بغداد تراجعت عن العملية فجأة، جراء تحذيرات أصدرتها الإدارة الأمريكية من وراء الستار.
كانت بغداد تسعى لإقامة توازن في علاقاتها مع واشنطن وطهران، وفي الوقت ذاته، لم تكن ترغب بفقدان التعاون مع تركيا، فتخلت عن العملية بحجة اقتراب موعد الانتخابات العامة.
بيد أن الانتخابات تأجلت إلى 12 مايو القادم، في حين واصلت تركيا غاراتها، التي بدأت في أبريل 2017، على شمال العراق بلا انقطاع.
الاجتماعات الأخيرة بين الطرفين أفضت إلى الاتفاق على إجراء العملية بعد الانتخابات.
في الأول من مارس الجاري، زار رئيس الأركان التركية خلوصي أكار بغداد، وتناول مع نظيره العراقي عثمان الغانمي العلاقات العسكرية التي اكتسبت زخمًا على صعيد مكافحة الإرهاب.
خبير شؤون المنطقة بيلغاي دومان قال، خلال حديث لي معه أمس، إن احتمال فوز العبادي بالانتخابات كبير. وأوضح أن الأحزاب السياسية تتجه لإقامة ائتلافات، مضيفًا: "لهذا قد يستغرق تشكيل الحكومة وقتًا بعد الانتخابات".
ولفت إلى أن العملية العسكرية، التي تتحمس لها بغداد، قد تتأخر، مستدركًا: "اتفاق أنقرة وبغداد على تنفيذ عملية ضد سنجار لا يكفي. يجب إقناع الولايات المتحدة أيضًا".
من المعروف أن أنقرة قطعت مسافة لا بأس بها في هذا الخصوص خلال المباحثات مع مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت مكماستر ووزير الخارجية ريكس تيلرسون.
الأمر المؤكد أن عمليات عفرين ومنبج وسنجارسوف تحاصر حزب الاتحاد الديمقراطي في المنطقة، وستقطع اتصاله بالعالم الخارجي..
وهذا ما سيغير كل الكيانات الموجودة في المنطقة، بما فيها عملية إعادة تنظيم قوات سوريا الديمقراطية..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس