سربيل تشويكجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
تمر العلاقات التركية الأمريكية بمنعطف حرج، ولا بد من وضع مطالب الطرفين بعين الاعتبار حتى تنتقل العلاقات لتقف على أرضية راسخة.
تصرف تركيا الواضح وموقفها البناء يظهران في مباحثاتها الجارية يومي 8 و9 مارس مع الولايات المتحدة في إطار اللجنة الفنية المكونة من أجل سوريا.
لكن من الصعب جدًّا الحديث عن وضوح مماثل لدى واشنطن. ومما عزز هذه الفكرة الأحداث التي سبقت المباحثات المذكورة وزيارة وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو.
لماذا أُغلقت السفارة؟
أعلنت السفارة الأمريكية بأنقرة الأحد الماضي على موقعها الإلكتروني أنها ستوقف خدماتها بدعوى وجود تهديدات أمنية، وأغلقت أبوابها يومي الاثنين والثلاثاء.
مساء الأحد أيضًا، وبناء على بلاغ من الاستخبارات الأمريكية نفذت قوات الأمن والاستخبارات التركية عملية أوقفت خلالها 4 مشتبهين أجانب في محافظة صمصمون يعتقد أنهم خلية تابعة لداعش. وما زال التحقيق معهم مستمرًّا.
رغم أن البلاغ يقول إن "هجومًا انتحاريًّا أو بسيارة مفخخة سيُنفذ على السفارة الأمريكية"، إلا أن قوات الأمن التركية لم تعثر على أسلحة أو متفجرات بحوزة المشتبهين. وهذا ما أبلغت به الجانب الأمريكي.
بل إن الأمن التركي تحقق من أن الأسماء التي قدمتها الاستخبارات الأمريكية والتفاصيل الأخرى غير متوافقة. وعلاوة على ذلك، لم تتوصل قوات الأمن لوجود تهديد يدعو إلى إغلاق السفارة يومين.
رسالتان
منذ البداية، تؤكد واشنطن على ضرورة تحديد إطار عملية غصن الزيتون، وتقول إنها تضعف مكافحة داعش. ولهذا كانت أنقرة تتوقع حدوث مستجدات كلما اقتربت قواتها من عفرين.
رأي أنقرة واضح: تهدف واشنطن من وراء إغلاق السفارة بحجج واهية لتوجيه رسالتين:
1- رغم تأمين الحدود إلا أن داعش تنظيم ابتليت به تركيا، وعملية غصن الزيتون تضعف مكافحته، لذلك يتوجب التركيز على مكافحة التنظيم.
2- خلق انطباع بعدم الأمان تجاه تركيا مع اقتراب موسم السياحة.
ألاعيب ضمن ألاعيب، تضطلع فيها واشنطن بدور البطولة.
الأنباء الواردة من المنطقة تشير إلى أن الولايات المتحدة أقرت قبل بضعة أسابيع إخلاء وحدات حماية الشعب سبيل 400 مقاتل من داعش، وانضمام 120 من هؤلاء إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب.
تتذرع واشنطن بداعش من جهة، وتوافق على انضمام مقاتليه إلى وحدات حماية الشعب من جهة أخرى.
التهديد بفرض عقوبات بسبب منظومة إس-400
ولا تقتصر الألاعيب الأمريكية على ذلك، فواشنطن توجه رسائل حول إمكانية تطبيق عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة إس-400 من روسيا.
وما يؤيد هذه الفكرة تصريح أدلى به مسؤول أمريكي لصحفيين أتراك في مبنى البنتاغون، وقال فيه: "نحن قلقون من شراء تركيا منظومة إس-400. وهذا ما قد يعرضها لعقوبات بموجب قانون أقره الكونغرس حديثًا".
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ماضية قدمًا نحو تحقيق أهدافها بشراء المنظومة، دون تقديم تنازلات، وهذا يكشف الموقف التركي من الرسائل الأمريكية.
في ظل هذا المشهد ما مدى واقعية انتظار تطبيع العلاقات التركية الأمريكية؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس