ترك برس
ينشط معهد يونس إمرة، الذي تأسس في عام 2007 ويُعنى بتقديم الخدمات الثقافية خارج تركيا كتعلم اللغة والثقافة والفنون التركية، في القدس وجميع الأراضي الفلسطينية.
ويقدم المركز الثقافي التركي بالقدس الذي افتُتِح قبل أربع سنوات، خدمة تعليم اللغة التركية بإشراف خبراء في هذا المجال لمئات الفلسطينيين سنويا، كما يجري العديد من الفعاليات الثقافية.
وكحافز للطلاب الملتحقين بالدورات وتشجيعا لهم، يمنح المركز جائزة سياحية ﻷول 20 طالبًا متميزًا في الدورات التعليمية، حيث يقضي عطلة لشهر كامل في زيارة لولاية تركية، ويتكفل معهد يونس إمره بجميع مصاريف الرحلة.
وقد أعلن المعهد نتائج إحصائية له في فلسطين والقدس، أظهرت تجاوز عدد الفلسطينيين الذين تلقوا دورات في تعلم اللغة التركية في المراكز الثقافية التركية التابعة له 5 آلاف طالب، حتى صار من الطبيعي مصادفة أشخاص يتكلمون التركية في كثير من المناطق الفلسطينية.
ويتلقى حاليا في المركز الثقافي الذي يقع بحي الزهراء في القدس المحتلة، 150 فلسطينيا دورات في اللغة التركية. وبلغ عدد الطلاب الذين تلقوا دورات تعلم اللغة التركية بالمركز الثقافي في القدس 500 طالب.
ولمعهد يونس إمرة مركز ثقافي آخر في مدينة رام الله، كما يقدم دورات لتعليم اللغة التركية في عدد من الجامعات بالضفة الغربية وقطاع غزة. كما يجري المعهد العديد من الفعاليات الثقافية والمؤتمرات، بهدف تعريف الفلسطينيين بتركيا بشكل أفضل، ويجري أنشطته تحت سقف القنصلية العامة التركية في القدس.
وفي حديث لمدير المركز الثقافي التركي بالقدس إبراهيم فرقان أوزدمير مع وكالة الأناضول قال: "إننا نجري فعاليات بالقدس منذ 4 أعوام، وافتتحنا مركزا آخر في رام الله مطلع العام الجاري".
وأضاف أوزدمير أن "عدد الفلسطينيين الذين تلقوا دورات في تعلم اللغة التركية، تجاوز 5 آلاف طالب"، مؤكدا أن "مثل هذه اﻷنشطة تعزز العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين التركي والفلسطيني".
وأشار إلى أن "هدف الفلسطينيين من تعلم اللغة التركية إما الدراسة في الجامعات التركية، أو الاستفادة منها في التجارة، أو حبا بتركيا"، مؤكدا ارتفاع عدد اﻷتراك الوافدين إلى فلسطين ﻷسباب دينية أو ثقافية أو سياحية خلال اﻷعوام اﻷخيرة، و بالمقابل هناك ايضا زيادة في عدد الفلسطينيين الذين يزورون تركيا.
ولفت أوزدمير إلى العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين التركي والفلسطيني، لا سيما خلال 400 عام من حكم الدولة العثمانية، وبيّن أن الفلسطينيين يحبون تركيا وشعبها كثيرا، منوها إلى أن زيادة الرحلات السياحية بين اﻷتراك والفلسطينيين دفعت بعض الشركات السياحية للبحث عن مترجمين لمرافقة السياح اﻷتراك خلال زيارتهم للأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن 4 من الطلاب الذين يتعلمون التركية في المركز، يعملون في الوقت نفسه كمرشدين سياحيين.
وقال سلجوق غولار المنسق التعليمي في المركز: "أعمل في المركز منذ سنة، وهنا القدس الشرقية، عاصمة أشقائنا الفلسطينيين"، مشيرا إلى أهمية عمله وأنه قدم حتى اﻵن دورات تعليمية لمئتي شخص.
وقالت بنان الخدمي، الطالبة الفلسطينية في المركز، في حديث لوكالة الأناضول بلغة تركية سليمة: "أتعلم اللغة التركية لرغبتي بالدراسة في الجامعات التركية"، مضيفة: "إن والدي درس في تركيا، ونحاول سوية التحدث بالتركية في داخل المنزل"، مشيرة إلى "أن اللغة التركية سهلة، وقد زرت في وقت سابق عدة ولايات تركية أهمها إسطنبول".
وفي مدينة رام الله، تحدث مدير فرع مركز يونس إمرة عبد القادر شتية، الذي تخرج في جامعة تركية، قائلا: "في المركز 3 دورات لتعليم التركية، إضافة إلى التدريب على رماية الأسهم للطلاب".
وأضاف شتية: "سنبدأ قريبا بتقديم دورات في تعليم التركية باﻷحرف العثمانية، لأن العديد من المصادر الخاصة بالتاريخ الفلسطيني مكتوبة بالعثمانية"، مؤكدًا: "إننا نهدف لجلب العديد من الفنانين اﻷتراك خلال الفترة المقبلة إلى فلسطين، بغية تعزيز التضامن بين تركيا وفلسطين".
أما المعلمة في المركز صبا علاونة، خريجة قسم اللغة التركية من الجامعة اﻷردنية في عمان، قالت: "إننا كفلسطينيين نحب اللغة التركية كثيرا"، مضيفة: "أشعر بسعادة لقيامي بتعليم اللغة والثقافة التركية لشعب بلدي".
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، تم توقيع اتفاق تعاون مشترك بين جامعة القدس ومعهد يونس إمرة لتعليم اللغة التركية في جامعة القدس لأول مرة.
وقع الاتفاقية كل من رئيس الجامعة عماد أبو كشك، ورئيس معهد يونس إمرة شرف أتش، في بلدة أبوديس بالقرب من مدينة القدس، وذلك بحضور وفد من المعهد والقائم بأعمال القنصل التركي جنق أونال.
وقبل سنوات، منحت جامعة القدس للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دكتوراة فخرية تقديرا له على دعم القضية الفلسطينية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!