محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
كانت أنظار جميع القوى على الساحة ترنو إليها منذ اندلاع الحرب السورية حتى اليوم.
بالنسبة لتركيا، كانت أرضًا يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، فرع حزب العمال الكردستاني بسوريا، بهدف توحيد الكانتونات.
وأرادت أنقرة السيطرة عليها لأنها امتداد يحول دون الانتقال من الباب إلى إدلب.
أما النظام السوري وإيران فاعتبراها "أرضًا لا غنى عنها" لأسباب إثنية وطائفية.
ولهذا فإن قمة زعماء تركيا وروسيا وإيران في أنقرة أفرزت مهمة جديد لتل رفعت.
عقب سقوط عفرين مباشرة تحركت مجموعة من الجيش السوري الحر، المدعوم تركيًّا، من أجل السيطرة على تل رفعت.
لكن روسيا أوضحت أن قواتها موجودة في المنطقة ولم تشأ أن يدخل الجيش الحر إليها. وعلى الإثر علقت تركيا عملية تل رفعت.
فهل كان موقف روسي مباشر؟ أم أنه نجم عن رفض النظام السوري وداعمته إيران؟
الأنباء الواردة تقول إن الشق الثاني هو الصحيح. رفض دمشق وطهران جاء على الرغم من الجهود الروسية.
وذريعتهما في الرفض هي وجود سكان علويين/ شيعة في محيط تل رفعت.
والأهم من ذلك أن النظام وإيران يخشيان من أنه الجيش الحر قد تعاوده الرغبة في السيطرة على حلب مجددًا، ويمارس ضغوطًا عليها، في حال سيطرته على تل رفعت.
ولهذا يريدان لتل رفعت أن تكون بمثابة منطقة عازلة في شمال حلب. كما أن النظام لا يفكر بالتخلي عن المدينة التي تخضع لسيطرته الكاملة.
فهو لا يريد أن يظهر بمظهر الحكومة التي تخلت عن أرض لها بلا قتال ودون إطلاق رصاصة واحد، ويعتقد أن تنازله عن تل رفعت قد يثير مطامح مشابهة في مناطق أخرى.
ولما لم تفلح الجهود الروسية في إقناع دمشق وطهران، بدأ الحديث عن نموذج "منطقة عازلة محايدة" بالنسبة لتل رفعت.
دخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الموضوع مباشرة خلال المؤتمر الصحفي مع نظيريه بوتين وروحاني عقب القمة، فقال:
"نحن على استعداد للعمل مع إخواننا الروس والإيرانيين من أجل إحياء منطقة تل رفعت..".
كيفية العمل أعلن عن تفاصيلها بوتين، الذي تحدث بعد أردوغان، فيما أعلن روحاني عن دعمه للمشروع.
وقدم أردوغان تفاصيل أخرى، فأعلن أنه اقترح تأسيس مستشفى ميداني في تل رفعت بالتعاون مع القوات الروسية، من أجل معالجة المصابين والمرضى القادمين من الغوطة الشرقية.
كل ما سبق يؤكد أن تل رفعت ستصبح خلال الفترة القادمة منطقة عازلة محايدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس