محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي عقده بموسكو، إن على تركيا تسليم السلطة في عفرين إلى الحكومة السورية.
وخلال حديثه عن ما تريده بلاده بخصوص عفرين، أضاف لافروف: "أردوغان لم يقل أبدًا إن تركيا تريد احتلال عفرين. روسيا تنتظر من تركيا أن تسلم عفرين إلى الحكومة السورية".
نصف تصريح لافروف يتوافق مع موقف أنقرة. بمعنى أن تركيا ليس لديها قطعًأ أي نوايا من قبيل احتلال عفرين وضمها إلى أراضيها..
غايتها هي تطهير عفرين من الإرهابيين الذين يحتلونها وإعادتها إلى العفرينيين أصحاب المدينة الأصليين.
لمن يعود التراب السوري؟
في هذه النقطة يبدأ الخلاف مع لافروف، أو على الأصح مع روسيا. فبحسب هذه الأخيرة، سوريا برمتها، بما فيها عفرين، تعود إلى نظام الأسد.
غير أن تركيا، وإن كانت تتوافق مع روسيا على ضرورة حماية وحدة التراب السوري، إلا أنها لم تقرر بعد فيما إذا كان التراب السوري بمجمله يعود لنظام الأسد.
ما يشغل بال تركيا حاليًّا هو إعادة السوريين العرب والأكراد، الذي لجؤوا إليها هربًا من عفرين الخاضعة لاحتلال الإرهابيين، إلى ديارهم..
الأسد وترامب
إذا استذكرنا أن الرئيس الأمريكي وصف في تغريدة نشرها على توتير الأسد بأنه "حيوان"، وأن إسرائيل قصفت بقذائف صاروخية قاعدة عسكرية للنظام السوري في حمص، من الطبيعي أن نكون مترددين بشأن ما إذا كانت سوريا بأكملها تعود لنظام الأسد..
علاوة على ذلك، لا تعتبر ملكية عفرين حاليًّا مسألة أولوية في أجندة الأزمة السورية.
أردوغان وبوتين
عندما قال لافروف، في معرض رده على سؤال خلال المؤتمر الصحفي، إن على تركيا تسليم عفرين إلى الحكومة السورية، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبحث هاتفيًّا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين المستجدات على الساحة السورية.
تناول الزعيمان في الاتصال الهاتفي العلاقات الثنائية وآخر التطورات في سوريا، بحسب بيان الرئاسة التركية، الذي أكد أن أردوغان أعرب عن قلقه من الهجمات في دوما والغوطة الشرقية، وشدد على ضرورة الحيلولة دون سقوط مدنيين في الهجمات، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية.
لننتظر ونرَ
في الوقت ذاته، كان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يدلي بتصريحات في واشنطن حول الادعاءات باستخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في الهجوم على دوما.
ماتيس أوضح أن خيار التدخل العسكري في سوريا عقب الهجوم الكيميائي، غير بعيد الاحتمال.. إذا صدقنا ما قاله ترامب فإن الولايات المتحدة سوف تنسحب من سوريا. وإذا صدقنا البنتاغون فإن تصريحات ترامب مجرد كلام ليس إلا.
وبناء على ذلك يتضح أن مسألة امتلاك عفرين ليست مادة ذات أولوية على الأجندة في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس