ترك برس
رأى المؤرخ الأكاديمي والمفكر العربي، بشير نافع، أن هناك معطيات تشير إلى أن الثقة المفرطة بالنفس لن تساعد حزب "العدالة والتنمية على الفوز، لا في الانتخابات البرلمانية ولا الرئاسية المقرر إجراؤها في حزيران/ يونيو القادم.
وقال نافع إنه ثمة عقبات كبرى لابد من تجاوزها قبل أن ينجح العدالة والتنمية في الاحتفاظ بأغلبيّته البرلمانية وينجح الرئيس رجب طيب أردوغان، في العودة إلى قيادة البلاد في ظل نظام الحكم الجديد.
وأوضح، في مقال بصحيفة "عربي21"، أن الاستفتاء حول التعديلات الدستورية التي شرعت الانتقال للنظام الرئاسي كان قد أظهر عزوف قطاع ملموس من الطبقة الوسطى المحافظة عن تأييد التعديلات التي اقترحها العدالة والتنمية.
واعتبر أن إقناع من تحفظوا على التعديلات الدستورية والعودة إلى دعم وتأييد العدالة والتنمية ورئيسه، يمثل أحد أبرز تحديات الانتخابات، سيما في المدن التركية الكبرى.
وتابع: لا يقل تحدي التراجع في معدلات تأييد الصوت الكردي أهمية. تقليدياً، يتمتع العدالة والتنمية بدعم ما يقارب الخمسين بالمئة من أصوات الناخبين الأكراد؛ بينما تتوجه نسبة مشابهة من الصوت الكردي إلى دعم حزب الشعوب الديمقراطي، ذي التوجهات القومية الكردية، ووثيق الصلة بحزب العمال الكردستاني.
وهناك مؤشرات متزايدة، تعود إلى انفجار الصراع من جديد بين العمال الكردستاني والدولة التركية في صيف 2015، على أن العدالة والتنمية لم يعد يستطيع الحصول على ذات المستوى من تأييد الناخبين الأكراد، لا في جنوب شرق البلاد ولا في المدن التركية التي تضم أعداداً كبيرة من المواطنين ذوي الأصول الكردية.
تحالف العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية لا يساعد بالضرورة في جهود استعادة قواعد العدالة والتنمية الكردية. وثمة شكوك كبيرة لدى عدد من قادة العدالة والتنمية في الادعاء بأن التحالف مع الحركة القومية يمكن أن يعوض التراجع في تأييد الناخبين الأكراد؛ سيما بعد انشقاق ميرال أكشنر ومجموعة من كوادر الحركة القومية لتأسيس الحزب الصالح.
بيد أن أكبر المخاطر التي تهدد حظوظ العدالة والتنمية الانتخابية تتعلق بموقف الرئيس السابق عبد الله غل، وما إن كان سيخوض المنافسة الرئاسية، بدعم عدد من قادة العدالة والتنمية السابقين ومعظم أحزاب المعارضة.
إن قرر غل الدخول إلى حلبة المعركة الرئاسية، فقد يتسبب في شرخ مؤلم في المعسكر المحافظ، الكتلة الانتخابية الأكبر في البلاد، ويجعل التنبؤ بنتائج الانتخابات مسألة بالغة الصعوبة.
والمدهش في الإثارة التي تحيط بالتكهنات حول موقف غل أنه أصبح محط آمال ليس المحافظين المعارضين لأردوغان وحسب، ولكن أيضاً اليسار ويسار الوسط العلماني التقليدي.
بمعنى، أن السياسة التركية لم تعد تدور حول التدافع بين المعسكر المحافظ ومعسكر اليسار الكمالي، بل داخل المعسكر المحافظ نفسه.
في النهاية، وبغض النظر عن كونها انتخابات مبكرة، ليس ثمة شك أن هذه جولة انتخابية حاسمة بكل المقاييس، وليس فقط لأنها تمثل عتبة الانتقال إلى نظام حكم جديد، لم تعرفه تركيا منذ تأسيس الجمهورية.
لو أن النظام الرئاسي طبق في الخمسينيات أو الستينيات، ما كان ليجلب انتباه الكثيرين. اليوم، يفوق وزن تركيا وتأثيرها أضعاف ما كانت عليه قبل أربعة أو خمسة عقود.
لهذا، ولأسباب أخرى مشابهة، لم يعد ثمة فاصل كبير بين ما هو داخلي وما هو خارجي في السياسة التركية. مهما كان الأمر، على أية حال، لا ينبغي لأحد أن يتجاهل قدرات أردوغان الموروثة على خوض المعارك الانتخابية والارتفاع إلى مستوى التحديات.
في السياق، قالت صحيفة "ديلي صباح" التركية، إن ترشح عبد الله غل في الانتخابات المقبلة كمرشح توافقي يبدو أمراً صعباً في الظاهر نظراً إلى أن القاعدة الشعبية لأحزاب معارضة مثل الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي يمكن أن ترفض أن يكون مرشح أحزابها من التيار المحافظ ومن المحسوبين على حزب العدالة والتنمية الذي طالما ناصبوه العداء.
ورجحت الصحيفة، في تقرير لها، أن يعلن حزب الشعب الجمهوري مرشحا له من داخل الحزب نفسه نظراً إلى أنه يمثل أكبر أحزاب المعارضة ولا يليق به أن يعجز عن تقديم مرشح من داخله ويدعم مرشحاً آخر.
وفي حال أعلن الرئيس السابق نيته دخول السباق الرئاسي فمن المحتمل أن يكون مرشحاً لحزب السعادة (يميني محافظ)، وفقًا للصحيفة التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!