ترك برس
بالتزامن مع احتفال الأتراك قبل أيام، بانتصار القوات العثمانية على القوات البريطانية في معركة "كوت العمارة" بالعراق، أوضح محمد بوزداغ، منتج وكاتب مسلسل "كوت العمارة"، أنه عندما فشلت بريطانيا في هزيمة الجيش العثماني في ساحات القتال، عملوا على إسقاطها من الداخل عبر الجواسيس، مبينا أن مسلسله المذكور يتناول حرب الجواسيس الدائرة في الشرق الأوسط.
وتعرض شاشة قناة "تي آر تي" الرسمية التركية، مساء كل يوم خميس، مسلسل "كوت العمارة" من إنتاج وسيناريو محمد بوزداغ الذي حقق نجاحا باهرا من خلال إنتاج وكتابة سيناريو مسلسل "قيامة أرطغرل" الشهير.
واعتبر بوزداغ أن ما يضفي أهمية لانتصار الجيش العثماني في "كوت العمارة"، هو مجيئه عقب الهزيمة التي تعرضت لها الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، وفقاً لما نقلته الأناضول.
ولفت إلى أن انتصار كوت العمارة على يد جيش خليل باشا رغم قلة عددهم أمام الأعداء، بعث مشاعر النصر في نفوس أتباع
، وحطم الأسطورة القائلة باستحالة هزيمة الإنكليز آنذاك.
ونوه إلى أن الحروب ليست مقتصرة على ساحات القتال فقط، بل هناك بُعد استخباراتي واستراتيجي لها، مبينا أنه "عندما أدرك البريطانيون خلال الحرب العالمية الأولى، استحالة انتصارهم على العثمانيين في ساحات القتال، لجؤوا إلى سياسة إسقاطهم من الداخل عبر الجواسيس. وعقب انتصار كوت العمارة، بدأت العديد من القبائل الموالية لبريطانيا، بالثورة ضد الدولة العثمانية."
وحول مسلسله الذي يحمل اسم الملحمة العثمانية نفسها، أوضح بوزداغ أنهم يعملون من خلاله على شرح حرب الجواسيس الدائرة آنذاك في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن هذه الحرب مستمرة في يومنا هذا أيضا من حيث انتهت في الماضي، وأن المسلسل المذكور الذي يصفه بأنه "مشروع لكشف حرب الجواسيس"، يظهر كيفية زرع البريطانيين بذور الفتنة في الشرق الأوسط، وقصة الفرقة المستمرة حتى يومنا هذا بين شعوب المنطقة.
وأوضح بوزداغ أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين مسلسل "كوت العمارة" وعمله الفني الآخر "قيامة "أرطغرل"، خاصة وأن الأخير ينقل للمشاهد مراحل ولادة دولة جديدة، فيما يصور "كوت العمارة" إحدى أكبر انتصارات الدولة العثمانية التي كانت تستعد حينها للانسحاب من مسرح التاريخ.
وتطرق إلى ما تشهده اليوم مناطق سيطرة الدولة العثمانية سابقا في الشرق الأوسط، من حروب ودماء وصراع على السلطة لا تكاد تنتهي، وأن العالم الإسلامي تعرض لهزائم وجروح كبيرة، داعيا إلى أخذ الدروس والعبر من الماضي، وتجنب الوقوع في الأخطاء نفسها.
ويرى بوزداغ، أن الأعمال الفنية التاريخية مثل "كوت العمارة" و"قيامة أرطغرل" و"عبد الحميد" وغيرها من الأعمال التاريخية التي تعرض حالياً في الشاشات التركية، تساهم ولو بشيء يسير، في التذكير بمراحل الانتصارات سابقاً، إذ أنه "في حال لم نقم بالتأمل في التاريخ وأحداثه، نخسر حاضرنا ومستقبلنا"، على حد قوله.
واختتم بوزداغ بتوجيه الشكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لدعمه الأعمال الفنية التاريخية الشبيهة بـ"كوت العمارة" و"قيامة أرطغرل" و"عبد الحميد"، التي يرى بأنها تحيي الذاكرة التاريخية للأمم وتساهم في استعادة أمجادها.
ويحتفل الشعب التركي يوم 29 أبريل/ نيسان من كل عام بإحياء ذكرى معركة كوت العمارة التي وقعت إبان الحرب العالمية الأولى، بين القوات العثمانية والبريطانية.
وتعتبر المعركة ثاني أكبر نصر للقوات العثمانية في تلك الحرب، بعد معركة جناق قلعة عام 1915، حيث انتهى الحصار باستسلام الجيش البريطاني بالكامل والبالغ عدده 13 ألف جندي للقوات العثمانية.
ووفقا لوثائق عسكرية بأرشيف رئاسة الأركان التركية، فإن قائد الجيش العثماني آنذاك خليل باشا كتب عقب استسلام الجيش البريطاني يوم 29 نيسان/ أبريل 1916 أن "التاريخ سيواجه صعوبة في إيجاد كلمات لتسجيل هذا الحدث".
وأعلن خليل باشا النصر في المعركة بهذه الجملة "إن ثبات العثمانيين كسر عناد الإنجليز، فكان النصر الأول في جناق قلعة، والثاني هنا". فيما وصف المؤرخ البريطاني جيمس موريس معركة الكوت بأنها "الاستسلام الأكثر إذلالا في التاريخ العسكري البريطاني".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!