ترك برس
وصل خمسمئة شخص من الأويغور من تركستان الشرقية إلى تركيا، بعدما فروا من قمع الحكومة الصينية.
ووُضِع الأويغور في مساكن مفروشة محدّدة لهم في ولاية قيصري وسط تركيا، بعدما أكملوا رحلتهم الشائكة من شرق آسيا إلى غربِها.
وقد أجبرت الحكومة الصينية عدداً من الأويغور على البحث عن ملجأ في دول أخرى بسبب القمع الذي تُمارسه عليهم. ومن جانبها، عبّرت الحكومة التركية عن موقفها إزاء استضافة اللاجئين بطلب رسمي من الحكومة التالاندية لكي ترسل 367 لاجئاً من الأويغور إلى تركيا ولا تعيدهم إلى الصين، حيث قد يتعرضون لخطر الموت لدى عودتهم.
وكانت حكومة تايلاند قد وجدت عشرات الأفراد في مخيم لتهريب البشر جنوبي تايلند، عدّهم مسؤولون تالنديون مهاجرين غير شرعيين. إلا أنّ هذه المجموعة التي اكتُشِف أنّها من مسلمي الأويغور من مُحافظة شينجيانغ شمال غرب الصّين، يملك أفرادُها جوازات سفر تركية مزورة ويسعون للهرب من ظل الرُّعب في الصّين.
تصرّفت الحكومة التركية بحساسية بالغة إزاء القضية وذلك لخوفها من أن يُواجه الأويغور خطر الموت إذا أُعيدوا إلى الصين مرة أخرى، وقدّمت حجّة قويّةً لإقناع الحكومة التايلاندية بأنّهم يجب أن يُحوّلوا إلى تركيا.
وقد تمكّن بعض اللاجئين من الوصول إلى تركيا دون أن يتمّ الإمساك بهم في تايلاند، وساعدت تركيا عدداً منهم في إتمام هذه المهمة. ويُعتقد أنّ من بين 500 شخص وصلوا إلى تركيا عددٌ من الفارين من مُخيم تهريب البشر في تايلند.
من جهته، أفاد نائب رئيس مؤتمر الأويغور العالمي سيّد تومتورك بأنّ "بعض أولئك الذين فروا من المأساة تمّ الإمساك بهم في تايلاند وأنّ 367 أويغوري ظلّوا هُناك. وقد تمّ إحضار عدد من الذين تمكّنوا من الوصول إلى تركيا إلى ولاية قيصري. والأعداد مرشّحة للارتفاع".
وأضاف تومتورك أنّ اللاجئين نُقِلوا إلى مساكن مفروشة مجهّزة لهم حيث يتمّ تقديم الرعاية لهم وتلبية احتياجاتهم من قبل المسؤولين.
كما تطرّق المسؤول الأويغوري إلى حساسية المسألة، وتابع قائلاً: "وصل القمع الوحشي وسياسات الاستئصال التي تتبعها السلطات الصينية إلى ذروتها. في اليوم الأول من عيد الفطر أقدمت السلطات الصينية على هدم قريتين بالكامل وقتل 3 آلاف شخص، ولم يتجرّأ العالم بأسره على أن يتلفظ بكلمة رفض واحدة. وقد اتُّهِم 27 شخصاً من إخوتنا في تركستان الشرقية بالمسؤولية عن القتل وحُكِم عليهم بالإعدام". وتعني كلمة "تركستان الشرقية" باللغة الأويغورية "شينجيانغ".
وأشار تومتورك إلى أنّ صمت العالم يُشجِّع الصين. مضيفاً أنّ ممارسة الدين في تركستان الشّرقية تُعدّ جريمة وفق الدّستور الصّيني. وقال: "كما تعُدّ السلطات الصينية الأشياء الرّمزية للإسلام مثل الحِجاب وسجادات الصلاة أدوات إرهابية. كذلك الصلاة والصّوم وتلقّي التعليم الديني".
وأكّد أنّ هناك تدفّقاً للاجئين الأويغور الفارّين من بيوتهم حاملين أرواحهم على أكُفِّهم، مُرجِّحاً أنّ ترتفع أعداد الباحثين عن اللجوء في تركيا من الأويغور.
وختم بقوله: "تركيا التي فتحت أبوابها لمليون ونصف المليون من السوريين والعراقيين، من المؤكّد أنّها ستستضيف إخوتنا من تركستان الشرقية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!