ترك برس
وقع المسؤولون الأتراك اتفاقاً مع جامعة "بولينغ غرين" الحكومية في ولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية، يقضي بعودة القطع المفقودة من فسيفساء "الفتاة الغجرية" من مكان عرضها في الجامعة إلى تركيا بعد عقود من تهريبها منها.
تعود فسيفساء "الفتاة الغجرية" للعصر الروماني، وتعرف أيضاً باسم "زيوغما" حيث سميت باسم المدينة الرومانية القديمة التي تقع في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا في الوقت الحالي، وعثر على 12 قطعة مفقودة معروضة في مركز وولف للفنون بجامعة أوهايو.
عملت تركيا على استعادة قطع الفسيفساء لأول مرة في فبراير/ شباط عام 2012، لكن جامعة "بولينغ غرين ستيت" طالبت تركيا بدفع مقابل سعر الشراء والذي يبلغ 260 ألف دولار أو دراسة 20 طالباً تركياً سنوياً بمجموع 200 طالب في الجامعة، لكن مسؤولي الوزارة رفضوا كلا الاقتراحين قائلين إن الاعتراضات الأخلاقية والمحاولات المتتالية للتوصل إلى تسوية قد فشلت.
جرى توقيع الاتفاق بين المسؤولين الأتراك وجامعة "بولينغ غرين ستيت" يوم الاثنين الماضي في القنصلية التركية بمدينة شيكاغو، بحضور "تولين سرمين أوزدوران" مدير مكتب الثقافة والسياحة التركي في نيويورك، إضافة إلى "رودني روجرز" رئيس الجامعة، "ريمون كريج" عميد كلية الآداب والعلوم في الجامعة، و"شين بي فليتز غيرلاد" نائب رئيس شؤون الجامعة، كما صرحت إدارة الجامعة بأن القطع سوف تتم إعادتها إلى تركيا في وقت لاحق من هذا العام.
تم تهريب القطع إلى خارج البلاد في أثناء عمليات التنقيب غير القانونية التي تم إجراؤها في أنقاض مدينة "زيوغما" في ستينيات القرن العشرين، وتم شراؤها من قبل الجامعة الأمريكية في عام 1965 مقابل 35 ألف دولار من تاجر للقطع الفنية يدعى "مارك ماركس"، ثم تم ترميمها وتثبيتها تحت غطاءٍ واقٍ من الزجاج في أرضية مركز وولف للفنون الذي تم افتتاحه عام 2012، في العام نفسه الذي تقدمت به وزارة الخارجية التركية بطلب إلى الجامعة لإعادة القطع الأثرية لكن الجامعة اشترطت أن تدفع تركيا مقابل الإعادة إلى الوطن.
أصبح شعر "الفتاة الغجرية" التي تملك عظام خدًا مسطحًا وعينين بارزتين رمزاً للمدينة وسط حملات سياحية لجذب المزيد من الزوار لغازي عنتاب المجاورة لسوريا.
وفي هذا الصدد قالت رئيسة بلدية غازي عينتاب "فاطمة شاهين" لوكالة الأناضول إن المتحف استخدم إضاءة خاصة لإبراز القطع المفقودة من الفسيفساء وسوف يكون لها الآن "مكان خاص أكثر" في المكان بعد عودة القطع المفقودة.
يعتقد أن تلك الفسيفساء كانت تزين في وقت ما أحد قصور عائلة نبيلة محلية، ثم تم اكتشافها في التسعينيات خلال عمليات التنقيب بعد فترة طويلة من نهب المهربين لأطلال المدينة القديمة.
لم يتم التعرف لحد الآن على صانع تلك الفسيفساء، ولا ما ترمز له حقاً، إلا أن بعض العلماء افترضوا أنها من المحتمل أن تكون تصويرا لإله الأرض غايا في الأساطير اليونانية القديمة.
يجدر بالذكر أنه تمت إعادة أكثر من 4000 قطعة أثرية قديمة مهربة إلى تركيا بين عامي 2004 و2016، حيث أن البلاد تعمل جاهدةً لمنع تهريب القطع الأثرية التاريخية.
كما يتم عرض العديد من القطع الأثرية المكتشفة في تركيا في العديد من المتاحف الشهيرة بجميع أنحاء العالم حتى لو تم تهريبها بشكل غير قانوني خارج البلاد، حيث تستغرق الإجراءات القانونية لاسترداد تلك القطع الأثرية وقتاً طويلاً.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن تركيا استطاعت استرداد تمثال هرقل من سويسرا في الآونة الأخيرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!