ترك برس
أعلنت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، توصّل مجموعة العمل التركية الأمريكية، خلال اجتماعها في أنقرة، إلى تفاهم بشأن وضع خارطة طريق للتعاون بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة "منبج" السورية.
"منبج" التابعة لمحافظة حلب السورية، تخضع حاليًا لسيطرة ميليشيات ما يسمى بـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، الذراع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنف ضمن قوائم الإرهاب لدى تركيا والولايات المتحدة وأوروبا.
وتعد هذه المنطقة واحدة من قضايا الخلاف الكثيرة بين تركيا والولايات المتحدة، فيوجد فيها جنود أميركيون ترى فيهم أنقرة حماةً لأعدائها الانفصاليين (PYD / PKK).
وثمة مخاوف تزداد من صدام تركي أميركي في المنطقة حيث لا يبعد الجنود الأتراك كثيرا عن نظرائهم الأميركيين، وفق تقرير نشرته قناة الجزيرة القطرية.
ليست "منبج" وحسب ما يختلف حوله البلدان، فثمة تداخل معقد للمصالح بينهما يجعل الخلافات تبرز أحيانا أو تنحى أحيانا أخرى. فأنقرة تشعر بخذلان شريكها في حلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بتسليح ميليشيات (PYD).
كما أن واشنطن ما زالت تتمنع في تزويد تركيا بطائرات "أف 35" المتطورة جدا رغم تأكيد تركيا وفَاءها بجميع التزاماتها في هذه الصفقة.
ويزيد من غضب الأتراك أن واشنطن زودت إسرائيل فعليا بهذه الطائرات التي فاخر جنرالات إسرائيليون قبل أيام قليلة فقط بقيامها بعدة طلعات حساسة في الأجواء اللبنانية والسورية.
https://www.youtube.com/watch?v=Di3AbJuMszE
ولا تكتفي واشنطن بعدم تزويد أنقرة بهذه الطائرات، بل تريد من الأتراك ألا يتزودوا بأسلحة من روسيا وتحديدا منظومة "إس 400" الصاروخية الروسية، وهو ما يدفع الأتراك إلى الاقتراب أكثر من موسكو في غير ما ملف.
الولايات المتحدة تقوم بما هو أكثر، فما زالت ترفض الاستجابة لمطالب تركيا لتسليم فتح الله غولن المقيم على أراضيها والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء انقلاب عام 2016، تفعل هذا بينما تعتقل رجل أعمال تركيا بتهمة خرق العقوبات على إيران ما يجعل الحقائب الدبلوماسية بين البلدين مثقلة بخلافات رغم التحالف المفترض بينهما.
ويُعتقد بأن تقارب أنقرة من موسكو كان خيارا حاسما للأتراك، ازدادت أهميته بعيد الانقلاب الفاشل، وتزامن هذا مع علاقات تزداد دفئا مع طهران وهو ما انتهى إلى ما يشبه الحلف الثلاثي في الإقليم رغم التباينات بين أعضائه إزاء سوريا وتحديدا مصير بشار الأسد.
وفي رأي البعض فإن التقارب مع أنقرة مصلحة أميركية أكثر منها تركية خاصة بعد انسحاب ترمب من الاتفاق النووي مع إيران، وهو بالضبط ما يعرفه المسؤولون الأتراك ويسعون للاستثمار في صالحهم بوصفه فرصة نادرة للتموضع في المنطقة بشروطهم أي تغيير شروط العلاقات مع واشنطن بحيث تتحول إلى علاقة بين أنداد يقر فيها كل طرف بحق الآخر في الاختلاف ويحترم مصالحه.
ويُظن أن أنقرة قادرة على ذلك بجمعها ما لا يجمع من علاقاته في المنطقة، فهي حليف للروس والإيرانيين معا، مع مساعيها لاستعادة وفاقها مع الأميركيين، ما يؤهلها للعب على التناقضات بين هذه الدول وتدويل ذلك لصالحها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!