سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
في الشارع "M"، على بعد خطوات من البيت الأبيض، يقع مقر "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وهي مؤسسة أصبحت مركزًا يدير الأمور في واشنطن من وراء الستار، ويجتمع فيه كبار المحافظين الجدد والعقول المفكرة للحركة الإنجيلية، التي تضم بين أعضائها مؤيدين لإسرائيل.
ما أن أُعلنت نتائج الانتخابات الأخيرة في تركيا حتى انعقد اجتماع في هذا المركز، من أجل تقييم النتائج.
تناول الاجتماع مستقبل العلاقات التركية الأمريكية، علاوة على نتائج الانتخابات، ودُعي إليه السيناتور جيمس لانكفورد وهو معد مشروع القرار الرامي إلى عرقلة إرسال مقاتلات إف-35 إلى تركيا.
مجرد دعوة لانكفورد تكفي لإعطاء فكرة عن هدف ومضمون الاجتماع. ولم تكن هذه الدعوة أمرًا مفاجئًا بالنسبة لنا، نحن متابعو التحركات العميقة في واشنطن.
فكما أسلفت الذكر في مقالات سابقة، تضم مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أسماء مؤثرة معروفة بمعارضتها وحتى بمعاداتها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
بدأ السيناتور لانكفورد كلمته الافتتاحية بالحديث عن القس الأمريكي أندرو كريغ برونسون الموقوف في تركيا على خلفية تحقيقات منظمة "غولن".
وبعد الخوض في هذا الموضوع الذي توليه الأوساط الإنجيلية أهمية كبيرة، دعا لانكفورد في ختام كلمته رجال الأعمال الأمريكيين إلى عدم الذهاب إلى تركيا.
وادعى لانكفورد أن هناك اعتقالات تعسفية ، وأن جميع الأمريكيين، بما فيهم رجال الأعمال، معرضون للخطر في تركيا.
كما تطرق إلى قضية مقاتلات إف-35، وزعم أن تركيا لم تعد تتصرف وكأنها حليف حقيقي في الناتو، وأنها تعرض أنظمة الحلف الدفاعية للخطر بشرائها منظومة إس-400.
وأضاف: "ينبغي حتمًا تجميد تسليم مقاتلات إف-35 إلى تركيا، إلى حين يتضح تمامًا في أي اتجاه تسير".
ومضى قائلًا: "لقد اشتقنا إلى حليفتنا وصديقتنا القديمة. نريد أن نتباحث ونتفاهم مع تركيا"، وهنا أبدى الحاضرون في الصالة دعمهم للسيناتور الأمريكي.
ومن الأعضاء البارزين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، السفير السابق في أنقرة المناهض لتركيا أريك أديلمان، والمستشار السابق لترامب، سباستيان غوركا، الذي جند عملاء إنجليين من تركيا، والسياسي فرانك غافني الذي يطالب باتباع سياسات متشددة تجاه تركيا، وكبير استراتيجيي البيت الأبيض السابق والمناهض لأردوغان، ستيف بانون، ومستشار الأمن القومي المناهض لتركيا جون بولتون، وصديق نتنياهو الملياردير شلدون أديلسون، المهندس السري لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
بينما يعمل كل هؤلاء على جس نبض القاعدة الشعبية للإنجليين، يسعون إلى نشر أفكار المحافظين الجدد في الدولة ويقدمون عند كل فرصة على مبادرات مناهضة لتركيا وأردوغان
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس