كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين الزعماء الذين حظوا بأكبر قدر من الاهتمام في بروكسل، حيث انعقدت قمة حلف الناتو.
بدا الزعماء الأوروبيون وكأنهم يكتشفون أردوغان من جديد، في حين عبر الإعلام الأمريكي عن هذا الاهتمام بالقول إن "ترامب صرف الزعماء الأوروبيين ليجتمع بأردوغان".
وإذا نظرنا إلى الصور والمشاهد الواردة من القمة نرى أن العلاقات الدبلوماسية التي يُقال عنها إنها "على وشك الانقطاع" أفضل مما كانت عليه في السابق. كما تبدو العلاقات بين أردوغان والزعماء الآخرين أكثر دفئًا وصدقًا.
مما لا شك فيه بالطبع أن الغرب منافق. أردوغان يمثل في أوروبا "تركيا القوية"، ويبدو أن زعماء الغرب هم أسرع من تقبل نتائج انتخابات 24 يونيو.
لا يعتبر الغرب ولا يقبل أن يكون أي بلد ضعيف بمثابة "الند" له. منذ ثمانية أعوام تقريبًا هناك صراع شديد مستمر بين تركيا والغرب، وأردوغان والزعماء الأوروبيين.
تقبل الزعماء الغربيون في النهاية تركيا على أنها "ند" لبلدانهم، ولم ينجحوا في إخضاعها. وسيعملون الآن على إقامة علاقات أكثر عقلانية معها.
دعم الناتو لتركيا يتمتع بالأهمية
تطور هام ينبغي أخذه بعين الاعتبار، وهو الفقرة الواردة في البيان الختامي لقمة الناتو حول التهديدات القادمة من الحدود الجنوبية لتركيا، وتعهد الحلف بزيادة دوره في مكافحة الإرهاب.
من المؤكد أن تأثير تركيا وقوتها سوف يزدادان في المنطقة مع حصولها على دعم حلف الناتو.
عند النظر إلى المشهد الحالي، يمكننا القول إن مساعي عزل تركيا عن الغرب ومحاصرتها في الشرق الأوسط باءت بالفشل، كما هو الحال بالنسبة للجهود الرامية لإجبار الناتو على اتخاذ تدابير بحق تركيا بسبب منظومة إس-400.
وإذا أخذنا البيان الختامي بعين الاعتبار، نجد أن الناتو تقبل وأقر الوجود العسكري التركي في سوريا وشمال العراق. ويبدو أن الموقف الحازم لأردوغان في مواجهة أوروبا والولايات المتحدة والناتو آتى ثماره بشكل كبير.
الطاقم الاقتصادي الجديد لديه خبرة أكبر
سيكون الاقتصاد من جديد أهم ورقة تلعب بها القوى العالمية ضد تركيا خلال الفترة القادمة. تقريبًا بعد كل تصريح إيجابي لأردوغان حول الاقتصاد تتلاعب هذه القوى بأسعار الصرف في محاولة لتكذيب الرئيس التركي.
ومما أزعج أوساط القوى العالمية إلى أبعد حدود وجود طاقم يعرف العالم ويمتلك رؤية وخبرة ومؤهلات وقدرة على تنمية تركيا، على رأس القيادة الاقتصادية. الجميع يدركون بشكل ما هذه الحقيقة.
وإذا نظرنا إلى تصريحات أردوغان عقب زيارتي أذربيجان وقبرص نرى أن "ورقة الاقتصاد" التي تستخدمها عصابة المال العالمية كسلاح ضد تركيا لن يكون لها تأثير على المدى الطويل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس