جانداش طولغا اشق – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
فاز حزب الشعوب الديمقراطي بنسبة تاريخية من الأصوات في انتخابات 7 يونيو/ حزيران عام 2015، وسنحت أمامه فرصة هامة جدًّا.
بيد أن الفترة الممتدة ما بين 7 يونيو حتى 1 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المذكور، ارتكب خلالها أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي أخطاءً فادحة إلى درجة جعلتهم يتجاوزون العتبة الانتخابية في الأول من نوفمبر 2015 بشق الأنفس.
ومما لا شك فيه أن أكبر تلك الأخطاء الفادحة كان في عدم تمكن الحزب بأي شكل من الأشكال، من المحافظة على مسافة تفصل بينه وبين تنظيم "بي كي كي" الإرهابي الانفصالي.
وبعض أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي وضعوا بأنفسهم حدًّا لمشروع الحزب الرامي إلى تبني الهوية التركية، والذي حظي بالقبول لدى الشارع التركي.
لا يمكن لمن يشاركون في تشييع جنازات الإرهابيين أن يقنعوا أيًّا كان بتبنيهم الهوية التركية، بينما البلد يبكي شهداءه، الذين سقطوا على يد الإرهابيين.
ويبدو أن حزب الشعوب الديمقراطي لم يعد يكترث لتحقيق مثل هذه الغاية.
انتهت الانتخابات، ولكن لم ينقطع سيل صور نواب حزب الشعوب الديمقراطي المشاركين في تشييع جنازات الإرهابيين.
والأدهى من ذلك، أن هؤلاء النواب زادوا الطين بلة فبدؤوا يلتقطون الصور وهم يحملون على أكتافهم توابيت الإرهابيين.
حصل حزب الشعوب الديمقراطي على نسبة 10 في المئة من الأصوات في الانتخابات الأخيرة يوم 24 يونيو الماضي، وتجاوز العتبة الانتخابية.
يعلم الجميع أن هناك عدد كبير من الناخبين المعارضين من غير أنصار حزب الشعوب الديمقراطي في الأساس، ضمن نسبة العشرة في المئة هذه، وهؤلاء صوتوا لصالح الحزب في مسعى لتمكينه من تجاوز العتبة الانتخابية بهدف الحيلولة دون فوز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية في البرلمان.
لست أدري فيما إذا كان أعضاء حزب الشعوب الديمراطي يدركون أنهم لن يتمكنون من الحصول على أصوات هؤلاء الناخبين مرة أخرى، بعد حملهم توابيت عناصر "بي كي كي"، وتشييع جنازاتهم.
إذا كان للأصوات الانتخابية المعارة تاريخ انتهاء الصلاحية فإن حزب الشعوب الديمقراطي بذلك كل جهده من أجل استهلاك هذه المدة بسرعة.
وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فستكون انتخابات 24 يونيو آخر انتخابات يتجاوز فيها حزب الشعوب الديمقراطي العتبة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس