ترك برس
اتهمت صحيفة الإندبندنت البريطانية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه يقامر بأمن الولايات المتحدة والسلام العالمي بدفع تركيا خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو" والتوجه نحو روسيا، الأمر الذي ستكون له عواقب وخيمة على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
وكتبت الصحيفة أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا انزلقت إلى حرب اقتصادية تبعث على الصدمة، حيث فرضت الولايات المتحدة رسوما أعلى على الصادرات التركية، ووجهت ضربة قوية إلى الليرة التركية التي تراجعت بقوة أمام الدولار. وكان من أثر ذلك إزعاج المستثمرين في الاقتصادات الناشئة على نطاق أوسع، بما في ذلك صناديق الاستثمار الأمريكية.
ورأت الصحيفة أن هذه الحرب الاقتصادية لن يكون فيها فائز، ولكنها يمكن أن تثير تحولات جيوسياسية يمكن أن تكون أكثر ضررا للأمن الغربي والسلام العالمي.
وأوضحت أن العلاقات الأمريكية التركية، تقف اليوم عند أدنى مستوى لها منذ مئة عام، بعد أن كانت تركيا، إلى جانب المملكة العربية السعودية وإسرائيل، الحليف الرئيسي الوحيد الموثوق لأمريكا في المنطقة، والتي يرجح أن تساهم في الاستقرار السياسي والعسكري، بما في ذلك كبح روسيا وإيران في الصراعات في سوريا والعراق.
وأردفت أن الولايات المتحدة طالما نظرت إلى تركيا بوصفها مرتكزا لاستراتيجيتها في المنطقة، وشريكًا بوصفها عضو قديما في حلف الناتو. وهي الآن تخاطر بفقدان ولائها، حيث إن ترامب لا يهتم كثيرا بحلف الناتو.
وأشارت إلى أن خطورة الوضع الحالي تتمثل في أن تباعد تركيا عن الولايات المتحدة وحلف الناتو سيكون مكتملاً إلى حد أنه سيتم دفع تركيا إلى مزيد من التقارب مع روسيا خصمها التاريخي، حيث بدأ الرئيسان أردوغان وبوتين تشكيل نوع من التحالف غير الرسمي، ووضعا العداوات القديمة جانبا.
والأكثر وضوحا هو تعاون تركيا وروسيا مع إيران في تحقيق السلام في سوريا، علاوة على أن هزيمة تنظيم الدولة (داعش) تعزز المصالح الوطنية للدول الثلاث.
ومن وجهة النظر الروسية، فإن الرئيس الأمريكي قدم لروسيا مساعدة دبلوماسية، ما كان بوتين ليقدمها لو كان هو من يدير البيت الأبيض. فقد كسبت روسيا، من دون جهد كبير من جانبها، حليفين قويين هما تركيا وإيران يخدمان المصلحة الروسية بشكل جيد.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقامر فيها ترامب بأمن أمريكا وبالسلام العالمي، مضيفة أنه إن لم يتوجه ترامب نحو حوار أكثر عقلانية مع تركيا،واستمر في دفع تركيا إلى الخروج من حلف الناتو، والتقارب مع بوتين، فإن العواقب ستكون وخيمة، ولا سيما على أصدقاء أمريكا المتبقين ومصالحهم الحيوية في الشرق الأوسط.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!