ترك برس
أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، يوم السبت، إنه من المتوقع قريبا أن تبدأ قوات بلاده تدريبات مشتركة مع نظيرتها الأميركية في منطقة "منبج" السورية والتي تسيطر عليها ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، التابعة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK).
وفي بيان لوزارة الدفاع التركية، حول تسيير دوريات مستقلة في منطقة منبج في إطار خارطة طريق متفق عليها بين أنقرة وواشنطن، قال أكار: "الأنشطة التي تنفذها تركيا والقوات الأمريكية والرامية لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، تسير وفقا لمبادئ خارطة الطريق والأمن حول منبج".
وفي 18 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية بدء الجيشين تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية "درع الفرات" بريف حلب الشمالي، ومنبج.
ويأتي تسيير تلك الدوريات في إطار خارطة الطريق التي توصلت إليها أنقرة مع واشنطن، وتضمنت إخراج ميليشيات "YPG / PKK" من منبج، وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
الكاتب والمحلل السياسي، حسن النيفي، قال إن التدريبات العسكرية المشتركة المتوقعة تحمل مفهوما غامضا، لأن كلا الطرفين التركي والأميركي لا يحتاج إليها، معتبرا أنها تنطوي على قيمة رمزية وهي تأتي لتؤكد أن التفاهم لا يزال سائدا بين أنقرة وواشنطن فيما يخص منبج من خلال اشتراك الجانبين بنشاطات عسكرية.
وأوضح النيفي، في حديث مع شبكة الجزيرة القطرية، إن سكان منبج فوجئوا بتأخير تنفيذ خريطة الطريق وقد كانوا يتوقعون أن تنفذ بنودها بشكل سلس وسريع بعد أن أخذت الدوريات التركية الأميركية المشتركة في محيط منبج طابعا روتينيا.
وعزا النيفي أسباب التأخر في تطبيق خريطة الطريق إلى أن الجانب الأميركي لا يريد لقوات سوريا الديمقراطية أن تغادر منبج دون أن يمنحها أسباب الطمأنينة، موضحا أن الأميركيين تخلوا عن هذه القوات عسكريا لكنهم يريدون للإدارة المدنية التابعة لها وللكوادر التي تدير المدينة والتي تعتبر حليفا للأميركيين أن تبقى على رأس عملها.
من جهة أخرى، أشار النيفي إلى أن قوات سوريا الديمقراطية في منبج تماطل في مغادرة المدينة لأنها تبحث عن مظلة جديدة بعد تخلى أميركا عنها، وأن هذه القوات أخذت مؤخرا في التواصل مع النظام السوري فيما يبدو بحثا عن حاضنة أخرى غير القوات الأميركية.
وأضاف النيفي أن السكان في منبج باتوا يتخوفون من إمكانية تسليم قوات سوريا الديمقراطية مدينة منبج للنظام السوري، لأن الجانب الأميركي بات ليس محلا للثقة خاصة بعد تجربة جنوب سوريا عندما تخلت الولايات المتحدة عن حلفائها في درعا والقنيطرة (جنوبي سوريا).
ولفت في الوقت ذاته إلى أن أنقرة تتبع سياسة الصبر في منبج لكنها لن تتساهل مع مقاتلي "YPG"، على حدّ تعبيره.
وأكد مسؤول أميركي، وفق وكالة رويترز الدولية، أن التوترات الأخيرة بين الولايات المتحدة وتركيا لم تؤثر على العمليات المشتركة في مدينة منبج السورية.
وفي وقت سابق أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن خارطة الطريق المشتركة بين تركيا والولايات المتحدة بشأن منبج لن تتأثر بالتوترات بين البلدين.
ويأتي ذلك على خلفية فرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب قضية القس الأميركي أندرو برونسون الذي يخضع للاقامة الجبرية في تركيا بتهمة التورط في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 وعمليات إرهابية وأنشطة تجسس.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أثناء مؤتمر صحفي أن تنفيذ خطة العمل المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن بخصوص منبج مستمر كما هو مخطط له، "وهناك جدول زمني وعناصر محددة يتم تفعيلها خطوة بخطوة".
كما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عدم وجود أي تلكؤ في التعاونات بين أنقرة وواشنطن في المجال العسكري.
وأشار جاويش أوغلو إلى خارطة الطريق المتفق عليها مع واشنطن حول منبج (شمالي سوريا)، مبينًا أنّ القوات التركية والأميركية ينتقلان حاليا إلى مرحلة تنفيذ دوريات مشتركة في مدينة منبج، على الرغم من الأيام القليلة للتأخير عن الموعد المحدد.
وأوضح جاويش أوغلو أنّ دوريات القوات التركية والأميركية كانت تجرى بشكل منفصل في منبج، أما المرحلة القادمة فسيتم تنفيذ دوريات مشتركة، ثم العمل سوية من أجل تأسيس قوة لحفظ الأمن واختيار الأشخاص من أجل إدارتها.
ولفت الوزير التركي إلى أنّ المرحلة التي تلي منبج ستكون مناطق شرقي نهر الفرات، وفق ما أوردت وكالة الأناضول التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!