ترك برس
قالت وسائل إعلام تركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان، سيشارك يوم الاثنين (17 سبتمبر/ أيلول 2018)، في قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بمدينة "سوتشي" الروسية، للتباحث بشأن مستقبل محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا، والتي تعدّ آخر معقل للمعارضة السورية.
وقالت وكالة الأناضول الرسمية إن أردوغان سيجري الإثنين مباحثات مع بوتين، في لقاء يعد الثاني خلال الشهر الجاري، ويأتي في إطار الجهود المكثفة الرامية لحل الأزمة السورية المتواصلة منذ أكثر من 7 أعوام.
وأوضحت أن أردوغان التقى بوتين، والرئيس الإيراني حسن روحاني، في 7 سبتمبر/أيلول الجاري، في قمة ثلاثية عُقدت بالعاصمة الإيرانية طهران، وجرى بثّها لأول مرة مباشرة على مختلف القنوات التلفزيونية العالمية.
وبحسب الوكالة، سيكون لقاء أردوغان وبوتين في سوتشي، اللقاء الثنائي الرابع بين الرئيسين منذ مطلع العام الجاري.
وإلى جانب اللقاءات المباشرة، أجرى الرئيسان اتصالات هاتفية عدة لبحث القضايا الإقليمية، في مقدمتها سوريا، والعلاقات الثنائية والاقتصاد وقضايا أخرى تهم البلدين.
ويُتوقع أن يتناول لقاء الاثنين في سوتشي التطورات الأخيرة في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، وهي آخر معاقل المعارضة السورية.
وعقب قمة طهران، نشر الرئيس التركي تغريدة عبر حسابه في موقع "تويتر"، قال فيها إن "انتهاج أساليب لا تكترث بسلامة المدنيين السوريين وأمنهم هو أمر لن يعود بأي فائدة على أي جهة سوى أنها ستصب في صالح الإرهابيين".
وأكّد أردوغان أنه "في حال جرى تجاهل قتل عشرات الآلاف من الأبرياء من أجل مصالح النظام (السوري)، فإننا لا نستطيع أن نكون شركاء ومتفرجين في هكذا لعبة".
ودعا إلى حل مسألة إدلب عبر التمسك بروح "أستانة" دون السماح بحدوث مآس وتوترات ومشاكل جديدة، مبينًا أن حماية المبادئ المتفق عليها خلال مباحثات أستانة، تشكل أهمية كبيرة لإيجاد حل سياسي مستدام للأزمة السورية.
ويرى سعيد الحاج، الخبير بالشأن التركي، أن تركيا تعتبر إدلب "خط الدفاع الأول" عنها، وتعلم أن النظام إذا سيطر عليها بالكامل فسيكون الحديث لاحقاً عن درع الفرات وغصن الزيتون.
وأضاف الحاج، في حديث مع صحيفة "ديلي صباح" التركية، أن تركيا "تحاول أن تجنب هذه المنطقة عملية عسكرية يمكن أن يكون فيها مقتلة كبيرة في المدنيين ويمكن أيضاً أن يعرضها لموجة لجوء كبيرة جداً".
وفيما يتعلق بذريعة روسيا والنظام المتعلقة بهيئة تحرير الشام، كشف الحاج أن "تركيا تعمل منذ أشهر على إذابتها أو تفكيكها بطريقة أو بأخرى، ويبدو أنها لم تصل إلى النتائج المرجوة ويبدو أن الوقت يضغط على تركيا".
من جهته، يرى باسل الحاج جاسم، الخبير في العلاقات الدولية، أن روسيا أعطت تركيا الكثير من الوقت للتعامل مع ملف إدلب، إلا أن الواضح ايضا أن تركيا لا تريد الدخول بمواجهة مباشرة مع "هيئة تحرير الشام".
ويوضح الحاج جاسم أنه على الرغم من كون هذه المجموعات موجودة بالفعل على قوائم الإرهاب التركية، إلا أن أنقرة "لا تريد الدخول في مواجهة مباشرة ومنفردة مع هذه المنظمات والمجموعات، وذلك لأسباب عديدة".
ويعدد الخبير السياسي من تلك الأسباب "الكثافة السكانية من المدنيين والتي تنتشر بينها تلك المجموعات، ما يجعل أي عمل عسكري باهظ الكلفة من الناحية الإنسانية".
وتريد تركيا "المزيد من الوقت لفصل العناصر السورية التي التحقت بتلك المجموعات لأسباب كثيرة ليس بينها الدافع الأيديولوجي، بالإضافة إلى إعادة من يرغب من العناصر غير السورية إلى بلدانهم"، وفقاً للحاج جاسم.
ويضيف الخبير في العلاقات الدولية أن أنقرة ربما لا تريد الدخول في مواجهات كهذه وحدها ولا سيما أن الأمر يتعلق بمواجهة في معارك مختلفة عن الحروب التقليدية، بدون ضمانات بخصوص مصير المعارضة المعتدلة و المدعومة تركياً.
وذكر بأن أساس اتفاقات خفض التصعيد هو تهدئة الجبهات لإتاحة المجال من أجل المضي في الحل السياسي الشامل لكامل أراضي الجمهورية العربية السورية.
وفيما يتعلق المواقف الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، يعمد الحاج جاسم إلى تقسيمها إلى قسمين، موقف أميركي و آخر أوروبي.
ويضيف: "الدول الأوروبية المعنية بشكل مباشر بما يجري في سوريا تؤيد أي تسوية سياسية لهذا الملف بإشراف تركي وذلك لعدم رغبتها بتكرار موجة اللجوء الضخمة التي وقعت عام 2015 وكادت تطيح اتفاق الشنغن، وهذا الشق المعلن للمخاوف الأوروبية".
ومن ناحية أخرى، فإن أي عمل عسكري شامل وغير مدروس بالنسبة للأوروبيين يعني إعادة تسرب وانتشار المجموعات الإرهابية في معظم دول العالم، سواء التي جاءت منها أو غيرها، وهو ما تخشاه الدول الأوروبية على وجه الخصوص، وهذا "شق خفي آخر للمخاوف الأوروبية" كما يقول الحاج جاسم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!