فاتح شكيركه – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
كيف ننظر إلى إخلاء سبيل "سنان نارين" وعودته من الولايات المتحدة إلى تركيا، وتصريح وزير العدل التركي عبد الحميد غول بخصوص مقاضاة المشتبهين بإلهجوم على السفارة الأمريكية بأنقرة؟
برأيي هما تطوران في غاية الأهمية، لأننا نعلم أن الرئيس أردوغان ووزير الخارجية جاويش أوغلو يتابعان بنفسيهما مسألة توقيف "نارين".
مصادقة غول على مقاضاة المشتبهين بالهجوم على السفارة الأمريكية يوم إخلاء سبيل نارين ليست خبرًا عاديًّا، بل هي لفتة سريعة مقابل مبادرة واشنطن.
لأن نارين حُبس خلال صدامات مع إرهابيي "بي كي كي" أمام السفارة التركية بواشنطن أثناء زيارة أردوغان في مايو 2017. أي أن الحادث كان اعتداءً على السفارة التركية.
والآن أخلت الولايات المتحدة سبيل نارين. في اليوم التالي، صدر قرار هام عن أنقرة بمصادقة وزير العدل على مقاضاة المشتبهين بالاعتداء على السفارة الأمريكية بتهمة "القيام بأعمال عدائية تجاه دولة أجنبية".
في الحقيقة هذه مبادرات جيدة تقتضيها الدبلوماسية الذكية.. تكشف تركيا عن ذكاءها الدبلوماسي الذي يليق باستقلالها وكرامتها.
بمعنى أن أنقرة وواشنطن أقدمتا على خطوتين متبادلتين. تحولت الأحداث التي وقت أمام سفارتي البلدين إلى رسالتين، عبر "قرارات إيجابية".
لا شك أن لهذه التطورات المتبادلة ترجمتها الدبلوماسية. فهل يمكن يمكن اعتبارها بداية من أجل اللقاء العلاقات المتوترة في نقطة معقولة تليق بتاريخ صداقة الدولتين؟
أعتقد ذلك بحسن نية على الأقل.. فالبلدين وجها رسالتين لبعضهما البعض.
هذه تطورات إيجابية في إطار قبول كلا البلدين استقلالية القضاء وفوقية القانون أساسًا.
وبالنتيجة، لا يوجد في العلاقات بين الدول "حب أو عشق"، وإنما تفرض قاعدة المصالح المتبادلة نفسها.
تتقارب دولتان من بعضهما البعض، وتوجهان لبعضهما رسائل صداقة. تقفان معًا في مواجهة دول أخرى. لكن في لحظة واحدة يتغير كل شيء.. لأن المصالح تتغير.
تاريخ الدول حافل بمثل هذه الأمثلة. هاكم حليفتنا الولايات المتحدة التي اشترينا منها السلاح على مدى 60 عامًا..
فعلت الأفاعيل بسبب اعتزام تركيا شراء منظومة إس-400 من روسيا..
يخطئ من يريدون أن يروا تركيا على أنها ما تزال بلدًا يتلقى المعونات الأمريكية أو تابعًا لصندوق النقد الدولي..
على الدول أن تؤسس دبلوماسيتها وفقًا لهذه الحقائق خلال تعاملها مع تركيا (على حد ما رأيت يبدو أن بريطانيا هي أول من فهم هذه الحقائق).
إذا عدنا إلى عنوان المقال..
مبادرة جاءت من الولايات المتحدة..
ولفتة بدرت عن تركيا..
كلاهما مهم من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس