ترك برس
قال المحلل السياسي الأردني والوزير السابق، صالح القلاب، إن قمة سوتشي الأخيرة تكشف أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مستعد لشطب إيران ونظام بشار الأسد من كل حساباته الاستراتيجية والتكتيكية من أجل أن يكسب تركيا ويحافظ على إبعادها وابتعادها عن الولايات المتحدة.
وأشار القلاب في مقال نشرته صحيفة الرأي الأردنية، إلى أن إبعاد إيران عن القمة الثنائية، رغم مشاركتها من البداية في عملية أستانا، هو مؤشر واضح على بداية إخراجها من دائرة الأزمة السورية، إن ليس نهائياً ومرة واحدة فبصورة تدريجية وبحيث إذا بقي أي حضور لطهران في هذا المجال فإنه سيكون حضورا شكليا.
ولم يستبعد القلاب أن يكون ما تم التوصل إليه خلال القمة قد تم بموافقة أمريكية، وأن تكون تسوية إدلب الحلقة الأولى في تحولات رئيسية بالنسبة للأزمة السورية وفي اتجاه غير الاتجاه الذي بقي مستمراً ومتصاعداً منذ عام 2015 وحتى الآن.
واعتبر أن تغيير الرئيس الروسي لسياساته التي اتبعها إزاء الأزمة السورية يرجع إلى إدراكه أن هناك مستجدات أمريكية جدية في الشرق الأوسط كله، وأن هذه المستجدات قد تعيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى معادلة الولايات المتحدة، إذا لم يغير مواقفه ومواقف بلاده السابقة، وإن هو لم يتحرك بسرعة ليكسب تركيا بدلا من التشبث بإدلب وبالتالي ببشار الأسد ونظامه المتهاوي.
وأوضح في ختام مقاله أن بوتين المشهور ببراجماتيته مستعد لشطب إيران ونظام بشار الأسد من كل حساباته الاستراتيجية والتكتيكية أيضاً من أجل أن يكسب تركيا ويحافظ على إبعادها وابتعادها عن الولايات المتحدة والاستمرار بالسعي لإخراجها من حلف شمال الأطلسي.
وأضاف أن المتوقع أن تكون خطوة الرئيس الروسي التالية هي وضع الحل السياسي في سورية موضع التطبيق وعلى أساس القرار الدولي 2254 وشروط المرحلة الانتقالية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!