ترك برس
بعد شهورمن توتر العلاقات يتوجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى ألمانيا اليوم في زيارة رسمية نادرة ينتظر أن تتناول عدة قضايا بدءا من الوضع في سوريا واعتقال مواطنين ألمان في تركيا بتهم دعم الإرهاب، وأزمة الليرة التركية والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
ويرى مينور أكغون مدير مركز التيارات السياسية العالمية المختص في السياسة الخارجية في جامعة إسطنبول، أن البلدين يسعيان إلى تحديد أولويات المصالح الاستراتيجية المتبادلة، مثل سوريا والعلاقات الاقتصادية، وليس التطرق إلى الخلاقات.
وقال أكغون في حديث لموقع الجزيرة الإنجليزية: "إن العلاقة بين البلدين معقدة تشمل عديدا من الجوانب مثل اللاجئين والعلاقات الاقتصادية المتشابكة وملايين الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا".
وأضاف أن الحكومة التركية تدرك أن تركيا لن تكون عضوًا في الاتحاد الأوروبي في أي وقت قريب، وتسعى إلى وضع العلاقات مع الاتحاد على أرضية أكثر واقعية. وستساعد الزيارة على تحقيق هذا الهدف. ويدرك الطرفان أنه من مصلحتهم المشتركة حل هذه القضايا.
ويلفت تقرير الجزيرة إلى أن عدة أسباب تدفع تركيا وألمانيا إلى التعاون، فبالإضافة إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي يعيشون في ألمانيا، فإن قاطرة الاتحاد الأوروبي الصناعية هي تركيا الشريك الاقتصادي والتجاري الرئيسي للاتحاد، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بينهما 37.6 مليار يورو.
وستكون الأزمة التي تمر بها الليرة التركية أيضا على رأس جدول أعمال زيارة أردوغان. وقد تراجعت قيمة الليرة منذ بداية العام وخسرت أكثر من 40 في المئة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، في خضم التوتر بين أنقرة وواشنطن حول قضية القس المحتجز في تركيا، وشراء أنقرة منظومة دفاع جوي روسي متطورة.
هناك قضية أخرى تعقّد العلاقات بين البلدين هي مسألة اللاجئين السوريين الذين تضيف تركيا ثلاثة ملايين منهم، وتحول دون هجرتهم إلى أوروبا الغربية. وتريد أنقرة من الاتحاد الأوروبي السماح للمواطنين الأتراك بالسفر إلى منطقة شنغن دون الحصول على تأشيرات، وتسعى للحصول على دعم ألمانيا في هذه القضية.
ويقول الباحث التركي، جان بايدارول، نائب رئيس جمعية دراسات الاتحاد الأوروبي والعولمة، إنه ليس من مصلحة ألمانيا أو الاتحاد الأوروبي أن تكون تركيا غير مستقرة على حدود أوروبا.
وأوضح أن عدم الاستقرار في تركيا سيضرب الاتحاد الأوروبي سياسياً واقتصادياً. فألمانيا تحمي نفسها من خلال إصلاح العلاقات مع تركيا ومساعدتها. وسوف تضرب الأزمة المصرفية في تركيا البنوك الأوروبية وأكثر من 6500 شركة ألمانية تعمل في البلاد.
وأضاف أن برلين غير راضية عن ابتعاد أنقرة عن الغرب وتقاربها مع موسكو. وإذا أصبحت روسيا وتركيا شريكتين استراتيجيتين فعليتين، فإن هذا قد يخلق نقطة ضعف في دفاعات الاتحاد الأوروبي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!