ترك برس
قال محللون إن روسيا وإيران لن يدعما عملية عسكرية تركية محتملة ضد المسلحين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا، على الرغم من وجود مخاوف من أن ظهور منطقة كردية مستقلة يمثل تهديدا كبيرا لسلامة الأراضي السورية، مشيرين إلى أن موسكو وطهران ترغبان في حدوث مواجهة بين القوات التركية والأمريكية في منبج.
وقال فاروق لوغ أوغلو نائب وزير الخارجية التركي السابق والسفير التركي الأسبق في الولايات المتحدة، لوكالة أنباء شينخوا الصينية، إن ستكون تركيا مخطئة إذا بدأت عملية عسكرية لأنه من غير المحتمل ان تدعمها روسيا أو إيران.
وأضاف لوغ أوغلو أن التوافق المبدئي في مواقف تركيا وروسيا وإيران بشأن الجزء الشرقي من نهر الفرات في سوريا تفاهم سطحي.
وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرارا خلال الأسابيع القليلة الماضية أن أنقرة مصرة على القضاء على التهديد الذي تفرضه وحدات حماية الشعب لأن تركيا تعتبر هذه الجماعة الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني الذي يحارب الحكومة التركية منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وعلى الرغم من إن روسيا وتركيا وإيران أعربت عن مخاوفها بشأن المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد ووجود الولايات المتحدة هناك، فإن أنقرة لا تستطيع الحصول على دعم من موسكو وطهران لمحاربة الميلشيات بسبب اختلاف في المصالح.
وقال لوغ أوغلو إن "روسيا وإيران تريدان خروج الولايات المتحدة من سوريا، بينما تسعى تركيا لكبح نفوذ وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة."
من جانبه رأى رئيس الأركان السابق في الجيش التركي، جاهيد أرماغان ديليك، أنه على الرغم من التقارب الواضح بين الدول الثلاث، فمن غير المحتمل أن تدعم موسكو وطهران، وهما شريكا أنقرة في عملية أستانة للسلام التي ترمي إلى تسوية سلمية للحرب في سوريا، الهجوم العسكري التركي لطرد وحدات حماية الشعب.
وقال ديليك رئيس المعهد التركي للقرن الـ21 في أنقرة إن إيران لا تريد أن توسع تركيا التي تعد الولايات المتحدة حليفا لها، سيطرتها على الجزء الشرقي من سوريا، بينما لا يمكن أن تقوم روسيا بعمل عسكري ضد الولايات المتحدة في الجزء الشرقي من نهر الفرات.
وأشار إلى أن روسيا لم تحاول حتى منع إسرائيل من استهداف مواقع قوات النظام السوري حتى الآن.
وأضاف أن الاستراتيجية التي اتبعها شركاء أستانة حتى الآن فيما يتعلق بالأرض التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب، هي استخدام بعضهما البعض ضد الولايات المتحدة.
وتمثل المنطقة الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب والتي تقع على الحدود التركية، ما يزيد على 25 في المئة من الأراضي السورية.
ويدلل المحللون الأتراك على الموقف الروسي بتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة طهران على موقف موسكو بشأن عدم التعامل مع وحدات حماية الشعب كجماعة إرهابية، قائلا إنه تم تطهير 95 في المئة من الأراضي السورية، باستثناء إدلب من الارهابيين.
ويرى كل من ديليك ولوغ أوغلو أن موسكو وطهران تريدان رؤية مواجهة مباشرة بين القوات التركية والأمريكية. ويمتلك الجيش الأمريكي أكثر من 20 قاعدة ونحو 2000 إلى 3000 جندي في المنطقة الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب.
وكشف الرئيس أردوغان أخيرا أن الولايات المتحدة زودت وحدات حماية الشعب بحمولة 19 ألف شاحنة من الأسلحة، متهما واشنطن بمساعدة الإرهابيين، ومتعهدا بتطهير الممر الممر الإرهابي في الجزء الشرقي من نهر الفرات.
لكن يرى المحللون أن العملية العسكرية التركية ضد وحدات حماية الشعب ستكون خطوة نحو مواجهة مع الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من انتقاد تركيا اللاذع، واصلت الولايات المتحدة تقديم أنظمة أسلحة متطورة لوحدات حماية الشعب وقامت بتركيب أنظمة رادار ودفاع جوي في قواعدها في المنطقة التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.
وفي الأسبوع الماضي اتهمت تركيا الولايات المتحدة بالمماطلة في تنفيذ خارطة الطريق المتعلقة بمدينة منبج السورية. وقال إبراهيم كالن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إن واشنطن تماطل في تشكيل دوريات مشتركة مع تركيا في مدينة منبج بشمال سوريا وهو ما اتفقت عليه الدولتان، مضيفا أن أنقرة ترى التأجيل مشكلة متنامية.
وقال لوغ أوغلو "تحملت تركيا بالفعل 'مهمة مستحيلة' في إدلب بدافع من روسيا، ولهذا سيكون من الأفضل أن تترك التعامل مع القوات الأمريكية في شرقي الفرات إلى روسيا والنظام السوري."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!