ترك برس - الأناضول
يجري فريق من العلماء والخبراء في مجال الآثار، دراسات وأبحاث بهدف استخراج آثار تاريخية يعود عمرها لنحو ألفين و600 عام، في ولاية دياربكر جنوب شرقي تركيا، التي احتضنت عبر تاريخها الطويل نحو 33 حضارة.
وتُصنف كل من الأسوار التاريخية، وحدائق هوسال في دياربكر ضمن مواقع منظمة التربية والثقافة والعلوم "يونسكو" للتراث العالمي.
وبعد موافقة وزارة الثقافة والسياحة التركية، يجري الفريق بحوثه في 13 منطقة في دياربكر، بهدف العثور على آثار التجمعات السكنية القديمة، التي ترجع لفترات سابقة أبرزها عهد الإمبراطورية الرومانية، والفارسية، والهلنستية.
ويقود رئيس قسم الآثار في جامعة دجلة (حكومية)، أيتاج جوشكون، فريقا يضم عددا من علماء الآثار، والمعماريين، وخبراء الترميم، حيث من المخطط أن تستمر أعماله 10 سنوات.
وسيبحث الفريق خلال هذه الفترة في أماكن التجمعات القديمة، وعلاقات البشر بالطبيعة، وأماكن تمركز الحضارات القديمة، والكيانات التجارية والعسكرية، والعلاقات الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية فيها.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال جوشكون، إن الفريق سيزور ضمن إطار المشروع جميع الأحياء الموجودة في 13 منطقة بدياربكر.
وأشار إلى أنهم بدأوا مشروع البحث من منطقة جينار، حيث أتموا أعمالهم في 11 حياً، من أصل 98 حياً بالمنطقة.
وأكد أن المشروع يهدف لتحديد الآثار التاريخية والثقافية غير المكتشفة حتى اليوم، موضحاً :"ترمي أعمالنا لاستخراج الآثار التاريخية القديمة التي تعود لألفين و600 عام".
ولفت أن دياربكر تشهد لأول مرة مثل هذا المشروع، الذي من المقرر استمراره 10 أعوام، يتم بعدها وضع خارطة للآثار التاريخية والثقافية بالولاية.
وشدد على أهمية التعرف على تاريخ المنطقة، وكذلك أهميتها بالنسبة للسياحة، مشيرا أنه بنهاية المشروع، سُيفتح المجال أمام أعمال أخرى في الأماكن الأثرية التي تم تحديدها، وبالتالي توريثها إلى الأجيال القادمة.
وفيما يخص أعمال المشروع حتى الآن في الأحياء الـ 11، أوضح جوشكون أنهم اكتشفوا 4 أماكن سكنية، و22 مقبرة صخرية، و12 منزلاً صخرياً، و162 مخزناً للمياه، وقنوات مياه، ومستودعات، ومطاحن، والكثير من الآثار الثقافية الأخرى.
ولفت إلى أنهم ينظمون أيضاً خرائط خاصة بالآثار المكتشفة، فضلا عن تحميل المعلومات الخاصة بهذه المواقع إلى أجهزة الكمبيوتر.
وأشار إلى أنهم سيزورون كافة الأحياء في المناطق الـ 13، حيث يتلقون المعلومات الأولية من أهالي الحي في المرحلة الأولى، لافتا إلى أنهم يحظون بدعم ومساعدة كبيرة من المواطنين في هذا الإطار.
وقال في هذا الشأن "إن المواطنين يرشدونا إلى الأماكن الأثرية بداية، ومن ثم نقوم نحن بالبحث والتنقيب في تلك المناطق.. نتلقى دعما كبيرا من سكان الأحياء".
وختم جوشكون حديثه للأناضول بالتأكيد على أهمية المعلومات التي يستقونها من المواطنين في أحياء المدينة، في سبيل تحديد الأماكن الأثرية، وتوريثها إلى الأجيال القادمة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!