ترك برس
رجح المحلل السياسي الأمريكي المختص بسياسات الشرق الأوسط، جيمس دورسي، أن تغير نهاية أزمة الصحفي السعودي جمال خاشقجي من ديناميات التنافس طويل الأمد بين بين تركيا والمملكة العربية السعودية على قيادة العالم الإسلامي.
وأضاف دورسي في مقال نشرته صحيفة مودرن دبلوماسي الأمريكية أن تركيا من أجل تعزيز موقعها الجيوسياسي في مواجهة المملكة العربية السعودية، وتعزيز موقفها في مواجهة روسيا وإيران، سربت حتى الآن أدلة مؤكدة على قتل خاشقجي بدلا من الإعلان عنها رسميا.
وأوضح أن تركيا والسعودية تختلفان حول عدد من القضايا، حيث تعهدت تركيا بمساعدة إيران على التغلب على العقوبات الأمريكية المدعومة من السعودية والتي فرضت بعد إعلان الرئيس ترامب الانسحاب من خطة العمل الدولية.
كما تدعم تركيا بشكل أكبر قطر في نزاعها مع التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات الذي فرض حصارا دبلوماسيا واقتصاديا على قطر خلال الأشهر الستة عشر الماضية.
وعلاوة على ذلك فإن مقتل خاشقجي أبرز، كما يقول دورسي، النهج المختلف للبلدين تجاه جماعة الإخوان المسلمين، حيث تصنفها السعودية إلى جانب الإمارات ومصر كمنظمة إرهابية، في حين لجأ كثير من الإخوان إلى تركيا المتعاطفة معهم.
وأردف أن التنافس التركي-السعودي على قيادة العالم الإسلامي كان أكثر وضوحا في ردود الدولتين على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وموقفهما من صفقة القرن التي لم تنشر بعد لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفي حين برزت تركيا كقائدة للتحرك الإسلامي الرافض لإعلان ترامب نقل للسفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالمدينة كعاصمة لإسرائيل،اضطر الملك سلمان إلى التدخل في محاولة لتوضيح موقف المملكة ومواجهة التحركات التركية.
وقال دورسي إن نجاح تركيا في إدارة أزمة اختفاء خاشقجي كان رائعا، نظرا إلى عدم امتلاكها القوة المالية السعودية ولا الغطاء الديني الذي تملكه السعودية بوصفها تحتضن مكة المكرمة والمدينة المنورة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!