ترك برس
تشنّ قوات الإحتلال الإسرائيلي هجمات مكثفة منذ يومين على قطاع غزة الفلسطيني، رغم حدوث تقدم كبير في جهود التهدئة التي تقودها مصر وأطراف دولية، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، ما أثار تساؤلات لدى البعض عمّا إذا كانت الهجمات تهدف إلى صرف الأنظار عن جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية.
وقبل أيام، اعتبر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، للصحفيين في منتدى كرايوفا في بلغاريا، أن "ما حدث في القنصلية في إسطنبول كان رهيبا ويجب التعامل معه بشكل صحيح".
وأضاف "لكني في الوقت نفسه أقول إنه من المهم جداً بالنسبة لاستقرار المنطقة والعالم أن تظل السعودية مستقرة، ويجب أن نجد طريقة لتحقيق الهدفين".
وفي وقت سابق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، الأميركية: "نعلم جيدًا أن أمر قتْل خاشقجي جاء من أعلى المناصب في الحكومة السعودية".
وأعلن أردوغان، مطلع الأسبوع، إن تسجيلات صوتية لعملية القتل قُدمت لحكومات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واعترفت الرياض لاحقًا بتورط أشخاص من دوائر الحكم في الجريمة، دون الكشف عن مصير الجثة أو تسليم المتهمين للمثول أمام القضاء التركي.
يرى الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي أن إسرائيل مرتبطة بشراكات قيد التطوير مع النظام السعودي وخاصة مع ولي العهد محمد بن سلمان، كما أشار إلى تهديد أزمة اغتيال خاشقجي لمصالح تل أبيب الإستراتيجية مع الرياض.
بدوره يقول أستاذ الأخلاق السياسية محمد المختار الشنقيطي أن ضغط الرأي العام الأميركي والكونغرس على الرئيس دونالد ترامب أجبره على اتخاذ موقف معادٍ للرياض، مما دفع الأخيرة للكشف عن خط دفاعها الأخير وهو اللجوء إلى الوساطة الإسرائيلية.
وسبق أن نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا تحليليا للكاتبة تسفيا غرينفيلد، تدعو فيه لضرورة التساهل مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وتقول إنه "الزعيم الذي كانت تنتظره إسرائيل منذ خمسين عاما" وإن "عزله يعتبر مدمرا بالنسبة لإسرائيل".
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال في مقابلة مع مجلة "أتلانتيك" الأميركية، إن للإسرائيليين الحق في أن "تكون لهم أرضهم".
وأضاف الأمير السعودي "إذا كان هناك سلام، فستكون هناك الكثير من المصالح بين إسرائيل ومجلس التعاون الخليجي ودول أخرى مثل مصر والأردن".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!