ترك برس
التقى رجالُ الأعمال الأتراك والصينيون في شانغهاي في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، في أول معرضٍ دوليٍّ للاستيراد في الصين، بهدف تشكيل تعاونٍ اقتصاديٍّ قوي. وقد نظّم مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية (DEİK)، بممثليه 35 شركة صينية تمتلك تداولًا تراكميًّا بحجم تريليون دولار، اجتماعًا بعنوان "العصر الجديد، المستقبل المشترك"، مع نائبة وزير التجارة غونجا يلماز باتور ورجال الأعمال الأتراك. في حين تمّت مناقشةُ الفرص التي تتيحها الإمكانياتُ الهائلةُ لسوق الاستيراد الصيني بالتفصيل، كما تمّ تسليطُ الضوء على الهدف الرامي إلى زيادة حصة تركيا من الاستثمارات الصينية في الخارج.
وفي كلمتها أمام المستثمرين الصينيين خلال الاجتماع، قالت باتور إن الرئيس الصيني شي جين بينغ أكّد مرةً أخرى في افتتاح معرض الصين الدولي للواردات أن الناتج المحلي الإجمالي الصيني سيصلُ إلى 8 تريليون دولار في السنوات الخمس المقبلة. وأضافت في وقتٍ لاحقٍ أن الشركات التركية مستعدةٌ لتقييم هذه الإمكانات.
وأضافت باتور إنه بالإضافة إلى الزيادةٍ المتوازنةٍ إلى حدٍّ ما في حجم التجارة بين البلدين، فإن الهدف الرئيسي هو جذبُ المزيد من الاستثمارات إلى تركيا من الصين، التي استثمرت 124 مليار دولار في عام 2017 في الخارج.
ومع تأكيدها على أن تركيا التي لديها اتفاقيةُ اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، توفرُ بيئة الاستثمار الأكثر ملاءمةً للشركات الصينية بموقفها من مبادرة "حزام واحد، طريق واحد"، شدّدت باتور على أن تركيا تهدف للحصول على أكثر من 10 في المئة من إجمالي حصة الاستثمارات الأجنبية للصين، التي استثمرت حتى الآن 920 مليون دولار في تركيا. كان المستثمرون الصينيون راضين جدًا عن البيئة الاستثمارية تركيا في الأسابيع الأخيرة، كما أن اتفاقية الاتحاد الجمركي التركية مع الاتحاد الأوروبي، وموقفها الاستراتيجي من مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة للموارد البشرية والصناعة التحويلية المركبة، أثارت كلها الاهتمام بتركيا.
من جهته أكد رئيسُ مجلس الأعمال التركي الصيني، مراد كولباشي، على أهمية معرض الين الدولي الأول للاستيراد.
وقال كولباشي: "لقد كنا نتطلع إلى هذا المعرض لفترةٍ طويلة. شاركت أكثرُ من ثلاثة آلاف شركة من 130 دولة في المعرض. وتمّ اختيارُ ما مجموعه 12 دولة كبلدانٍ ذات أهميةٍ استراتيجية. وهي إندونيسيا وفيتنام وباكستان وجنوب أفريقيا ومصر وروسيا وبريطانيا وهنغاريا وألمانيا وكندا والبرازيل والمكسيك، ولدينا تعاونٌ مع مئتين من أكبر 500 شركة في العالم".
وأوضح كولباشي أن المعرض يتميز بقطاعاتٍ مختلفةٍ مثل الخدمات والسيارات والتكنولوجيا العالية والأجهزة الكهربائية المنزلية وتقنيات الألعاب والمواد الطبية والغذائية، وأشار إلى أن المعرض يعدُّ فعالية ضخمة ليس فقط للسوق الصيني الضخم، ولكن أيضًا لسوق آسيا والمحيط الهادىء بأكمله. وأضاف أن الولايات الـ33 في الصين سترسل وفودًا إلى المعرض لإجراء عمليات الشراء.
من ناحيةٍ أخرى، أكّد الأمينُ العامُ لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي جانر تشولاك، على أن بلاده تعُدّ معرض الاستيراد الدولي فرصةً عظيمةً لتحقيق التوازن في عجز التجارة الخارجية بين الصين وتركيا. وأشار إلى أن "الصين وتركيا جارتان قديمتان في التاريخ، وإننا نعتبرُ هذا المعرض فرصةً لتحويل علاقتنا إلى شراكةٍ عالمية".
وذكر تشولاك أنه منذ عام 2003، عندما بدأت العلاقاتُ التركيةُ الصينيةُ في التحسن مرةً أخرى، بلغ حجمُ التجارة بين البلدين 28 مليار دولار. وأكّد أن الصين هي أكبر مستوردٍ من تركيا في عام 2017 بقيمة 23.3 مليار دولار، ممّا يجعلها أكبر شريكٍ تجاريٍّ لتركيا في الشرق الأقصى.
وقال تشولاك: "من خلال هذا النهج، يمكننا بدء بناء مستقبلٍ مشتركٍ في العصر الجديد، ويمكننا أن نعمل معًا لتحقيق أهداف القرن الصينية وأهداف تركيا لعام 2023. وكمجلسٍ للعلاقات الاقتصادية الخارجية، أعتقدُ أننا جعلنا العلاقة بين بلدينا نابضةً بالحياة ومستدامةً من خلال هذه الاجتماعات وما شابهها".
وأضاف: "في إطار هذا الاجتماع الذي تمّ تنظيمُه في المعرض بالتنسيق مع وزارة التجارة، أتيحت الفرصةُ لرجال الأعمال في البلدين لتقييم التجارة والاستثمار بين بلدينا بالعملات المحلية، والأنشطة السياحية المكثفة بفضل جهود سفارتنا، كما أتيحت لنا الفرصة للعمل معًا في مبادرة الحزام والطريق، التي توفر مزايا كبيرة لجغرافية المنطقة بأكملها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!