سينيم جينغيز - عرب نيوز - ترجمة وتحرير ترك برس
تتوجه الأنظار إلى قمة مجموعة العشرين السنوية التي بدأت أمس الجمعة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس. ومن بين رؤساء الدول المشاركين في القمة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان ، الذي سيزور أيضا باراغواي وفنزويلا بهدف تعزيز العلاقات الثنائية.
يأتي انفتاح تركيا على أمريكا اللاتينية في إطار رؤية السياسة الخارجية متعددة الأبعاد التي تنفذها أيضًا في أفريقيا وجنوب آسيا. قبل عقد من الزمن، لم يكن هناك سوى عدد قليل من البعثات الدبلوماسية التركية في أمريكا اللاتينية، واقتصر اهتمام الأتراك بالقارة على المسلسلات البرازيلية.
أهمل صناع السياسة التركية القارة اللاتينية لسنوات عدة، لكن العقد الماضي شهد تحسنا في العلاقات الثنائية، وإن لم يكن بعد على المستوى المرغوب. وتؤكد جولة أردوغان في الدول الثلاث على الأهمية التي توليها تركيا الآن لهذا الجزء من العالم.
وتأتي زيارة أردوغان إلى فنزويلا في أعقاب زيارة الرئيس نيكولاس مادورو إلى تركيا. كان مادورو هو الزعيم الوحيد في أمريكا اللاتينية الذي حضر حفل تنصيب أردوغان، واصفاً إياه بأنه صديق وقائد للعالم الجديد متعدد الأقطاب.
ثمة أسس اقتصادية وسياسية لاهتمام تركيا بالمنطقة. وفي الآونة الأخيرة، وسعت جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين في تركيا (MUSIAD) شبكتها العالمية من خلال افتتاح مكتبين جديدين في المكسيك وكولومبيا. كما وقعت تركيا اتفاقية تجارة حرة مع تشيلي في عام 2009، وتسعى إلى توقيع اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى في أمريكا اللاتينية.
وعلاوة على ذلك، فإن دور تركيا في مجموعة العشرين التي تضم ثلاثة أعضاء من دول أمريكا اللاتينية (الأرجنتين والبرازيل والمكسيك)، قد أتاح فرصاً جديدة للتعاون. افتتحت الوكالة التركية للتعاون الدولي والتنمية (TIKA) أول مكتب لتنسيق البرامج في المنطقة في عام 2018 في المكسيك.
ونظرا لأنه لا يمكن تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية إلا بالدعم الأكاديمي والثقافي، فإن جامعة أنقرة لديها مركز لدراسات أمريكا اللاتينية يقدم الدعم العلمي لصانعي السياسة الأتراك ويرسل علماء إلى القارة لزيادة المعرفة بالمنطقة، كما أن المسلسلات التركية من بين المسلسلات الأكثر شعبية في أمريكا اللاتينية.
وتكشف الأبعاد التربوية والثقافية والإنسانية لنهج تركيا تجاه القارة أن أنقرة تنفذ استراتيجية القوة الناعمة. لكن أرييل غونزاليس ليفاجي، وهو خبير في العلاقات بين تركيا وأمريكا اللاتينية، يقول إن هناك نقصاً في المعرفة بين صناع السياسة في تركيا والقطاع الخاص حول المنطقة، وقد يكون هذا لأن تركيا لاعب جديد هناك. ولكن يبدو أن اهتمام تركيا بالقارة طويل الأجل ومستدام ومتزايد، نظرا لما تملكه القارة اللاتينية من فرص اقتصادية وأشكال أخرى للتعاون.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس