ترك برس
نشر موقع يوراسيان فيوتشر، تحليلا للمحلل السياسي الأمريكي، أندريه كوريبكو، ذكر فيه أن الولايات المتحدة قد تسحب قواتها العسكرية من شمال شرقي سوريا الذي تسيطر عليه الفصائل الكردية (الموالية لتنظيم بي كي كي)، إذا فرضت منطقة حظر طيران في تلك المنطقة، وأن تسحب إيران ميليشياتها من سوريا.
حل خلاَّق لكسر الجمود
وكتب كوريبكو أن الوضع في سوريا أصبح في طريق مسدود لأسباب متعددة، ويبدو أن الولايات المتحدة تفكر في طرق مبتكرة لإطلاق عملية لحل النزاع. ومن بين هذه الطرق سحب قواتها من الشمال الشرقي الغني بالغاز والنفط، إذا سُمح لها هي وحلفاؤها "تحالف الراغبين" الذي يضم ألمانيا وفرنسا، وبريطانيا والسعودية والأردن ومصر بفرض منطقة حظر جوي معترف بها دوليًا هناك بعد ذلك.
وأشار كوريبكو إلى أن هذه الفكرة ألمح إليها بقوة الممثل الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري خلال مؤتمر صحفي عقده أول من أمس الاثنين بعد اجتماعه مع أعضاء المجموعة المصغرة حول سوريا.
وخلال المؤتمر الصحفي قال جيفري ردا عن سؤال عن التضارب بشأن موقف الولايات المتحدة من البقاء في سوريا، بأن الولايات المتحدة ظلت موجودة في شمال العراق لمدة 13 عاما استنادا لقرار من مجلس الأمن الدولي، مضيفا أن قرار مجلس الأمن رقم 2254 ينص على وقف إطلاق النار تديره الأمم المتحدة وبوجود قوات من دول أخرى.
وعلق كوريبكو على تصريح الدبلوماسي الأمريكي بأن منطقة الحظر الجوي موجودة بالفعل في شمال شرق سوريا لأن الطائرات الروسية السورية لا تستطيع دخول مجال النفوذ الأمريكي الواقع شرقي نهر الفرات، لذلك فإن اقتراح جيفري من شأنه أن يؤدي في الواقع إلى سحب القوات الأمريكية من هذه المنطقة كجزء من حل وسط سطحي لإطلاق العملية السياسية.
وأردف أن وصف هذا الحل بالسطحي دقيق تماما، لأن الولايات المتحدة لن تتنازل في الواقع عن أي شيء في سوريا.
وأوضح أنه إذا قام الحلفاء في "تحالف الراغبين" بدوريات منتظمة فوق شمال شرق سوريا انطلاقاً من القواعد العسكرية في العراق والأردن، على سبيل المثال، فإنهم يفرضون نفس الواقع الحالي على الأرض الذي يمنع القوات البرية والجوية لدول أخرى من دخول تلك المنطقة.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى عمليات نشر قوات على الأرض في سوريا لفرض التقسيم الداخلي الفعلي للبلاد، لأنها عندما تتقاسم عبء منطقة حظر الطيران على الطريقة العراقية مع حلفائهافإن ذلك سيكون كافيا.
هل يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى انسحاب إيران؟
ورأى كوريبكو أن انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا سيظل خطوة رمزية للغاية يمكن أن توفر ذريعة لدمشق لأن تطلب انسحابًا مرحليًا آمنا وجادا للميليشيات الإيرانية من البلاد، وفقا للاتفاق الكبير الذي أبرمته روسيا وتسعى من خلاله إلى الوساطة بين إيران وسوريا وإسرائيل والولايات المتحدة.
ولكن كوريبكو اعتبر أن الفارق بين انسحاب الولايات المتحدة وإيران من سوريا هو أن هيمنة الولايات المتحدة ستبقى كما هي من خلال "منطقة حظر الطيران المقترحة، في حين أن نفوذ إيران سيتقلص تدريجيا مع خروج كل من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وغيرهما من الميليشيات من سوريا.
واستدرك بالقول بأن هناك فرصة لأن تكون هذه النتيجة مقبولة لإيران، ما دامت ستؤدي إلى تخفيف العقوبات التي يفترض أن روسيا تحاول تأمينها مقابل انسحابها، بشرط أن يتم تصوير انسجاب إيران على أنه من جانب واحد وليس التزاما بالمطالب الأمريكية، بهدف حفظ ماء الوجه.
وخلص المحلل الأمريكي إلى أنه من غير المعروف على وجه اليقين مدى جدية تلميح جيمس جيفري إلى انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا مقابل فرض منطقة حظر طيران، لكن هذا التطور المحتمل قد يكسر حالة الجمود التي تعصف بسوريا، حيث تحتاج دمشق إلى أن تكف الولايات المتحدة عن تهديد شركائها بعقوبات ثانوية إذا استثمروا في إعادة بناء الأغلبية المحررة من البلاد، لكن ذلك ربما لن يحدث إلا في حالة انسحاب إيران أولاً.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!