إبراهيم قاراغول - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير عربي 21
لو نجح انقلاب 17-25 كانون الأول، ربما كانت تركيا وإيران ستنجرفان إلى صراع شديد، وكان الرأي العام التركي سيبدأ بالتحضير للحرب مع إيران، كما تتمنى "إسرائيل"، وكانت القيامة ستقوم في المنطقة.
بإمكانكم إعادة تقييم هذا الاحتمال الذي يبدو سهلا في النظرة الأولى من جديد بشكل أكثر دقة.
لقد تم التنصت على جميع الأشخاص من قبل "الكيان الموازي"-الذي حاول الانقلاب- بتقديم أسمائهم لجهاز الاستخبارات "الإسرائيلية"، ومن المحتمل أنه كان يعد تقارير مفصلةً عن هذه الشخصيات، ويقدمها للمخابرات "الإسرائيلية". لقد قام بمراقبة علاقات أهم الشخصيات في تركيا، وسجل جميع مقابلاتهم، وسجل الخطط الاقتصادية للمنطقة، وقدمها للمخابرات "الإسرائيلية"!
وبعد هذا اتهم هؤلاء الأشخاص بالتجسس لصالح إيران، وبدأ بمقاضاتهم!... لقد قام بضم جميع الكادر الذي يقوم بإدارة تركيا!... كانوا سيأخذون السلطة منهم ويصفونهم، ولكن هناك من كان سيتحكم بتركيا عن طريقهم، وبعدها كانوا سيهجمون على أي دولة يريدونها بالقوة، ومن المحتمل –وبشدة- أن أول هذه الدول هي إيران.
دُمى المشروع الذي يقوم به "المنفتحون" و"إسرائيل"...
لأول مرة في التاريخ يتم الاتفاق بين محافظين مسلمين و"إسرائيل"! يحاولون سلب السلطة في تركيا، ولكن بفشل انقلاب 17-25 كانون الأول، فشلت خطة هذا الفخ الذي نُصب لتركيا. ولم ينتهِ الأمر عند فشلها، بل بدأت الأبعاد المخيفة للعلاقة بينهم بالظهور للناس، لقد فشل السيناريو، ولكن أعمق أسرار الدولة التركية وقعت في أيديهم.
ولم يقف الأمر عند المسؤولين الأتراك، بل تمت الوشاية بأشخاص مدنيين فاعلين إلى اليمين المتطرف الأمريكي و"الإسرائيلي".
اليوم هناك الكثير من الملفات التي لم تُحل بعد ويجب حلها. إذاً ماذا كان هذا المشروع؟ وماذا كان يوجد في تفاصيله؟ ومن كانت أطرافه؟ ومن الأشخاص الذين كانوا موجودين في الرسمة الواضحة للقُوى التي كانت خلف الانقلاب؟... الآن يتم كشف هذا العلاقات.
انقلابيو 27 كانون الثاني هم بقية انقلابيي 28 شباط !
لطالما أردت أن أعرف سبب الحملات التي تشن على إيران قبل انقلاب "الكيان الموازي" في 17 كانون الثاني ، بإمكانهم أن يكرهوها، ولكن أخذهم موقف المحارب ضدها أمر مثير للانتباه، والأكثر من ذلك أن محاولتهم تشكيل المجتمع التركي بحسب هذه الكراهية أمر يثير الشك. وفي وقت لم تكن توجد فيه أي مشاكل سعوا لتذكير الرأي العام بـ"عداوة إيران"، التي رأيناها في 28 شباط. لم نتمكن في ذلك الوقت من إدراك أسباب هذه الحملة، أو على الأقل لم نعتقد أنها تحمل سيناريوهات مثيرة للدهشة إلى هذا الحد!
لقد حاولت الكثير من الجهات الداخلية والخارجية لسنوات طوال أن توقع بين إيران وتركيا. وطاقم 28 شباط أيضاً، كان على علاقة وثيقة بـ"إسرائيل". حتى أن ذلك الحدث تم بالتخطيط المشترك مع "إسرائيل".
ونفس الطاقم وضع خطة التدخل العسكري في إيران، وفي تلك الفترة لقيت محاولات زرع الفتنة بين إيران وتركيا -التي يقوم بها الخارج- قبولاً واسعاً من الداخل التركي، وبدأت النقاشات المكثفة في الإعلام التركي حول القضية الإيرانية، حتى أن السعي إلى زرع الخلاف بين تركيا وإيران أصبح يُرى على وسائل الإعلام التركية والأمريكية. ومعاداة هذه الكوادر لإيران تطابق معاداة "الكيان الموازي" لإيران تماماً! وكأن الهدف المؤجل لأحداث 28 شباط يتحقق الآن، لذلك أؤكد على أن انقلاب 17 كانون الأول ما هو إلا تكملة لأحداث 28 شباط.
القائمة التي تم تقديمها لـ"الموساد"
لطالما كانت العلاقات التركية الإيرانية تحت الرقابة، ولطالما تقاطعت مناطق نفوذ البلدين، ولكن البصيرة السياسية للبلدين طالما منعت التقاطع الخطير هذا، وهذه البصيرة كانت المنقذة لهم حتى في أشد الأزمات.
لقد بدأنا حديثنا بالانتباه إلى الحسابات التي لم تتم حتى عن طريق مقاييس تركية، والتي خططت لإلقاء القبض على شخصيات مهمة تركية سياسية ومدنية بعد الانقلاب؛ أخطر هذه الحسابات وأكبرها هو إشعال الحرب بين تركيا وايران!
في هذه المنطقة التي تعيش وسط تعقيد كبير كان الخيط الأخير لاستقرارها سينقطع عن طريق الحرب بين إيران وتركيا، ولهذا كان يتم توجيه الرأي العام طوال هذه السنوات. ولأجل هذا تم تأليف العديد من الكتب، وتم التنسيق للعديد من المؤتمرات، وجميع هذه التحضيرات كانت تسير تحت إشراف "الكيان الموازي".
الأشخاص الذين قام "الكيان الموازي" بالتجسس عليهم، وتسليم تقارير عنهم لـ"الموساد" هم مواطنون أتراك، وجميع هذه الأسماء من البداية حتى النهاية شخصيات كانت ستقاوم السيناريوهات التي تحاك لتُحرّض تركيا على إيران، أو على أي بلد آخر، وكانت ستفسد مؤامرة "إسرائيل" والمسلمين "المنفتحين"، وستحذر الرأي العام، وتفسد حساباتهم.ولهذا جعلوا منهم هدفاً، ولهذا تم تقديم قائمة بأسمائهم!ولو أن الانقلاب نجح، لتم سجن المئات وربما آلاف الاشخاص، وليست هذه الأسماء فقط.
تعليمات مفاجئة لـ 38 صحفياً
بعد أن تم كشف جميع هؤلاء، وقامت صحف مثل:"يني شفق" و"ستار" بإفساد مؤامرتهم، تم استهدافهم مرة أخرى.
لقد تم فتح تحقيق جديد معنا بعد أن قمنا بنشر أخبار بعنوان "أذن بنسلفانيا العميقة" تكشف عن عمليات التنصت لـ"الكيان الموازي". ومدير الأمن "كورشات دورموش" الذي وُجد اسمه خلف ملفات التنصت، وألقي القبض عليه لهذا السبب قام بتقديم شكوى بحق الذين قاموا بنشر هذه الأخبار.
والمدعي العام للجرائم المعلوماتية لمنطقة "باكيركوي" "شينول يلماز" اهتم بهذه الشكوى، وقدم تعليمات لمديرية أمن "زيتينبورنو"، وتم فتح تحقيق مع جميع مدراء صحف "يني شفق"، و"صباح"، و"ستار"، و"تقويم"، و"يني عقد"، و"أكشام"، و"تركيا" و"ميلاد".
وبحسب التعليمات التي تلقاها مكتب الأمن سيتم تفتيش منازلنا، وأجهزة حواسيبنا!
ماذا أقول أنا الآن؟...
ماذا نقول؟...
قولوا أنتم!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس