أردان زنتورك – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
في معادلة توازنات الطاقة العالمية الجديدة، تسعى الولايات المتحدة "الحليف الاستراتيجي"(!) لمحاصرة تركيا من الشمال والجنوب.
أردوغان قال في كلمة له في أبريل/ نيسان الماضي: "عندما تتعلق المسألة بالنفط والذهب والألماس والحصة في السوق، نعلم جيدًا أن هذه البلدان تهرع من أماكن تبعد آلاف الكيلومترات كأسماك القرش التي اشتمت رائحة الدم". هذه هي الحالة التي نعيشها اليوم.
في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، هبطت مروحية تحمل السفيرة الأمريكية بجنوب قبرص كاثلين دوهرتي على سفينة التنقيب "Stena İceMaxx" المملوكة لشركة إيكسون موبايل، بحماية الأسطول الأمريكي، في منطقة تنقيب تسيطر عليها قبرص الجنوبية وتسرق فيها حقوق الشعب التركي في شمال الجزيرة.
الزيارة رسالة واضحة لتركيا، مفادها أن واشنطن لن تترك لها ثروة من الغاز الطبيعي تُقدر بتريليون دولار. تخطط الولايات المتحدة للانقضاض على الثروة الطبيعية لتركيا مستغلة اليونان وقبرص الجنوبية.
لماذا تواصل الولايات المتحدة معارضتها حصول تركيا على صواريخ إس-400، برأيكم؟ لأنها تعلم أن تركيا ستكون القوة الوحيدة القادرة على إحباط هذا المخطط في حال تمكنت من توفير أمن أجوائها دون الحاجة لأحد.
مناورة إمبريالية في أوكرانيا
قبل 13 يومًا فقط من زيارة دوهرتي للسفينة، وقع وزيرا الخارجية الأمريكي والأوكراني "اتفاق تعاون استراتيجي". الجزء الخاص بالطاقة في الاتفاق يستهدف تركيا بشكل مباشر.
قالت الخارجية الأمريكية في بيان، إن خطي السيل الشمالي 2 والسيل التركي، اللذين ينقلان الغاز الروسي إلى أوروبا، يشكلان خطرَا على أمن الغرب، وإن واشنطن ستعمل مع كييف على عرقلتهما.
لماذا؟ الإجابة ترد في بند من الاتفاق نفسه يقول بضرورة "تطوير (واشنطن وكييف معًا) مصادر الغاز الطبيعي الأوكرانية، وزيادة الإنتاج".
تعتزم الولايات المتحدة أن تكون مصدّرًا هامًّا للطاقة اعتبارًا من 2030، من خلال استغلال مواردها من "الغاز الحجري". ومن الملفت أنها أطلقت مبادرة مشابهة في بلدين غنيين بالغاز الحجري في أوروبا هما بولونيا وأوكرانيا..
تهدف واشنطن إلى تعطيل الغاز الروسي بحجة أمن أوروبا، وإلى سد النقص الناجم عن ذلك، من خلال الغاز الحجري الذي ستنتجه بولونيا وأوكرانيا والغاز الذي ستستخرجه هي من شرق البحر المتوسط.
هذه خطة إمبريالية بتريليون دولار، وأنقرة تحبط هذه الخطة بفضل خط أنابيب السيل التركي.
سيواصلون العمل حتى تفتيتنا
لم يتمكنوا من القضاء على تركيا عبر تسليح بي كي كي وتنفيذ المحاولة الانقلابية في 15 يوليو، فاعتقدوا أن بإمكانهم الحصول على مبتغاهم من الهجوم على اقتصادها. لا شك أنهم سيعيدون الكرة في لحظة حرجة.
ينبغي على الإدارة الاقتصادية أن تكون على أهبة الاستعداد من خلال الخبرة المكتسبة من الهجوم الأول. أقولها بوضوح: لن يتوقفوا حتى يؤسسوا دولة كردية تشكل امتدادًا لإسرائيل، وحتى يكبلوا تركيا بالهجمات الاقتصادية التي سيحولونها إلى حراك شعبي بالتعاون مع عملاء محليين..
من الواضح أنهم عازمون على محاربتنا، ونحن لدحرهم جاهزون..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس