نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
نعم، هذا هو السؤال المطروح الآن، "هل أمريكا شريكة في جريمة اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف؟". هذا ما سيظهر مع مرور الزمن. لأن تنظيم "غولن" الإرهابي يظهر في كل سطور لائحة الاتهام، التي أعدتها نيابة أنقرة، وباعترافات عناصر التنظيم.
جمع عناصر تنظيم "غولن" معلومات قبل عملية الاغتيال حول طبيعة الحراسة التي يستخدمها السفير الروسي وعن التدابير الأمنية المتخذة لحمايته.
أول عنصر أدلى باعترفاته هو وهبي كورشاد أقالين، وكان يعمل في قسم الشؤون الروسية في جهاز الاستخبارات التركي. أما الثاني فهو حسين كوتوجا، وهو مسؤول عن أقالين. هذان العنصران يكشفان بوضوح علاقة التنظبم بالاغتيال.
أقالين قدم معلومات عن حماية السفير الروسي إلى كوتوجا. جاء طلب المعلومات من المدعو جمال قره أطا، وهو مسؤول أرفع في التنظيم وعلى اتصال مع زعيمه فتح الله غولن.
حسين كوتوجا هو من عرّف أقالين على قره أطا، واعترف أن هذا الأخير هو من طلب المعلومات عن حراسة السفير ونقلها إلى أمريكا.
القاتل الذي نفذ عملية الاغتيال مولود ألطن طاش معروف أنه عضو في التنظيم من خلال العديد من ارتباطاته. بحسب لائحة الاتهام فإن الغاية من الاغتيال هي توجيه ضربة للعلاقات التركية الروسية الآخذة في التحسن. برأيي هذا استنتاج صحيح.
هل تسلم الولايات المتحدة غولن؟
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: من هو أكثر الراغبين بإفساد ذات بين تركيا وروسيا؟ الإجابة بالطبع أمريكا. هل يمكن أن تقف واشنطن وراء استفزاز دموي لهذا السبب فحسب؟ الإجابة عن السؤال سنعرفها مع مرور الزمن.
يعيش زعيم التنظيم الذي يقف وراء عملية الاغتيال على الأراضي الأمريكية في ولاية بنسلفانيا. عناصر التنظيم الذين اعترفوا يقولون إن هذا القرار لا يمكن أن يصدر دون علم زعيم التنظيم.
بما أن هناك اتفاقية موقعة بين الولايات المتحدة وتركيا لتسليم المجرمين، يتوجب على واشنطن أن تسلم تركيا فتح الله غولن وبقية المتهمين من قياديي التنظيم.
إن لم تسلم الولايات المتحدة زعيم التنظيم والمتهمين الآخرين على الرغم من كل الأدلة والاعترافات، عندها يمكننا القول إنها شريكة للتنظيم في جريمة اغيتال السفير الروسي.
حسنًا، إذا اعتبرناها شريكة في الجريمة هل سيتغير شيء؟ لا، ما الذي سيحدث لو أنها شريكة بالفعل في الجريمة، وهي تتعاون مع تنظيم "بي كي كي" الإرهابي وتحمي عناصر "غولن" على الرغم من المحاولة الانقلابية في 15 يوليو؟
ماذا يمكن أن ننتظر ممن يمتلكون ارتباطات وثيقة مع من أمروا بتنفيذ جريمة اغيتال الصحفي جمال خاشقجي؟..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس