ترك برس
استبعد خبراء في مجال الطاقة أن تستجيب تركيا لطلب واشنطن بشراء الغاز الطبيعي من شركات الغاز المسال الأمريكية، مشيرين إلى ارتفاع أسعار الغاز الأمريكي، مقارنة بنظيره الروسي الذي تحصل عليه تركيا بثمن أرخص.
وكانت ساندرا أودكيرك نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الاقتصادية والتجارية، قالت إنه من المحتمل أن توقع الولايات المتحدة وتركيا على عقود توريد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، مضيفة أن تركيا تستهدف بالتأكيد شراء هذا النوع من الوقود.
وأوضحت أودكيرك بحسب ما نقلت عنها وكالة سبوتنيك، أنه في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة وأستراليا على توسيع نطاق إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى السوق العالمية، فقد أصبحت أكثر مرونة في البيع، لافتة أن واشنطن لديها موقف سلبي تجاه مشروع السيل التركي والتيار الشمالي.
لكن سوهبيت كاربوز مدير شعبة الهديروكربونات في المرصد المتوسطي للطاقة، استبعد أن توقع تركيا أي عقود طويلة الأجل مع مصدري الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة بسبب عدد من العوامل.
ووفقا لكاربوز، فإن أول هذه العوامل هو تشغيل خط أنابيب السيل التركي قريبا، ومن المرجح تمديد عدد من العقود التي تنتهي في 2021. وثانيا أن مستقبل الطلب التركي على الغاز ما يزال غامضا في الوقت الحالي، وإذا لم يتم تطوير إمكانية بيع وشراء فائض الغاز في الأسواق الدولية، فإن إعادة توجيه الشركات الخاصة إلى عقود طويلة الأجل قد تكون لها عواقب سلبية للغاية التجارة التركية. أما العامل الثالث فهو التكلفة العالية والمسؤولية المالية.
من جانبه، شدد ستانيسلاف ميتراخوفيتش، الخبير البارز في الصندوق الوطني الروسي لأمن الطاقة، والمحاضر في الجامعة المالية الروسية، على أنه إذا اشترت تركيا الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، فإن السعر سيكون أعلى من السعر الذي يوفره العقد المبرم مع شركة غازبروم الروسية، ولولا ذلك لاشترت تركيا بالفعل الغاز لتزويد محطات الغاز الطبيعي المسال التابعة لها.
وأضاف ميتراخوفيتش أنه إذا أرادت تركيا زيادة حصتها من الغاز الطبيعي المسال، فإنها تحتاج إلى بناء محطات جديدة لاستقبال الغاز وإقامة البنية التحتية اللازمة لتوصيل الغاز الطبيعي المسال. وهذا يعني ضخ استثمارات كبيرة إضافية لا تقارن بالأسعار التي يمكن أن تحصل عليها إذا أرادت الحصول على كميات كبيرة من الغاز من روسيا.
واستبعد الخبير الروسي أن تتحول تركيا إلى الحصول على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال، قائلا إن استهلاك الغاز الطبيعي المسال في تركيا قد يزيد، لكن بشكل طفيف فقط.
وفيما يتعلق بصيغة التسعير الأمريكية للغاز الطبيعي المسال، أشار الخبير إلى أن صيغة التسعير الخاصة بالغاز الطبيعي المسال الأمريكي تأخذ بعين الاعتبار تكلفة الغاز في مركز "هنري هوب" لتجارة الغاز، ثم تكاليف تسييل الغاز والتحميل والنقل، وإعادة التحويل إلى غاز.
ووفقا لميتراخوفيتش، لن تتخلى تركيا عن التعاون في مجال الغاز مع روسيا لصالح شركات الغاز الأمريكي، وقال: "يجب أن نفهم أن الشركات التي تزود الغاز عبر الأنابيب مثل شركة غاز بروم يمكن أن تستمر في حرب الأسعار، فإذا رأت منافسة من موردين آخرين، فيمكنها تعديل صيغة السعر في اتجاه أكثر فائدة للمشتري."
ورأى الخبير الروسي أن الولايات المتحدة يمكن أن تحاول ممارسة الضغط السياسي على تركيا لشراء الغاز الأمريكي، ولكن نظرا لتوتر العلاقات بين البلدين في الوقت الحالي، فإن احتمال شراء تركيا للغاز الطبيعي المسال الأمريكي بسعر أعلى لأسباب سياسية يبدو أمرًا مستبعدًا.
وخلص ميراخوفيتش إلى القول بأنه "من الأنسب لتركيا أن تشتري الغاز الروسي، خاصة وأن تركيا ستحصل على الغاز الروسي عبر أنابيب السيل التركي التركي مباشرة دون أي وسطاء، وبالتالي سيكون أكثر موثوقية، ومن ثم لا أعتقد أنه في هذا السياق، ستتخلى تركيا عن تعاونها مع روسيا لصالح الغاز الطبيعي الأمريكي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!