ترك برس
قال تقرير لإذاعة صوت أمريكا إن التوتر في العلاقات الأمريكية التركية قد يعود من جديد بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إبطاء الانسحاب من سوريا، وتعهده بحماية الميلشيات الكردية في شمال شرق سوريا.
وذكر التقرير أن إعلان ترامب الانتصار على تنظيم داعش والتعهد بانسحاب سريع للفوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، أعطى أملا في تحقيق انفراجة في العلاقات المتوترة مع أنقرة، وبدا وكأنه ضوء أخضر لتركيا لشن عملية عسكرية، ولكن تراجع ترامب عن تعهده يعيد العلاقات إلى ما كانت عليه قبل شهور.
وقال حسين باغتشي الباحث الأكاديمي والأستاذ بجامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، إن قرار ترامب بالانسحاب من سوريا قوبل بحماسة كبيرة من الحكومة التركية التي اعتبرته قرارا تاريخيا.
وأضاف باغتشي أن "الرئيس الأمريكي يعود للتصرف من جديد بالطريقة الكلاسيكية، ويسعى إلى عدم الانسحاب دون توفيرالحماية للميليشيات الكردية ولا يمكن أن تفعل تركيا في هذا الصدد أي شيء حيال ذلك؛ سيكون على تركيا أن تقبل بأن الأكراد تحت الحماية الأمريكية".
ويشير المحللون إلى أن أنقرة تشعر بالقلق من الدعوات المتزايدة لإنشاء منطقة عازلة بين القوات التركية ووحدات حماية الشعب الكردية على طول الحدود السورية. وقال السناتور الأمريكي، ليندسي غراهام، في حديث مع الصحفيين بعد اجتماعه مع ترامب، إن الرئيس يدرس مثل هذه الخطوة.
وقال باغتشي إن "إنشاء منطقة عازلة لحماية الميليشيات الكردية ليس أمرا جيدا بالنسبة إلى تركيا، لأنها ستفقدها فرصة محاربة قوات وحدات حماية الشعب هناك".
ويرى المحللون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يميل إلى إحباط إنشاء منطقة عازلة من خلال إطلاق عملية عسكرية وقائية في سوريا، شرق نهر الفرات، حيث تتمركز معظم قوات حماية الشعب الكردية، بوصفها ورقة مهمة قبل الانتخابات المحلية في آذار/ مارس المقبل.
ويلفت التقرير إلى أن إطلاق أنقرة لعملية عسكرية في سوريا سيعتمد على تعاون موسكو التي تسيطر على معظم الأجواء السورية. وفي عملية غصن الزيتون العام الماضي ضد وحادت حماية الشعب في منطقة عفرين حصلت تركيا على دعم روسي.
ويشير التقرير إلى أن موسكو تحقق التوازن بين المصالح المتضاربة بين السعي إلى التودد إلى أنقرة في محاولة منها لإبعادها عن شركائها في حلف الناتو، في الوقت الذي تدرك فيه أن دمشق ستعارض استيلاء تركيا على المزيد من الأراضي السورية.
وأردف أن أنقرة أيضا لديها مصالح متضاربة، فهي تريد أيضا تسلم فتح الله غولن زعيم تنظيم فيتو الإرهابي المتهم بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تموز/ يوليو 2016، وتعتبر تسلمه ومحاكته أولوية استراتيجية. ويقول محللون ان تقديم واشنطن تنازلات لانقرة بشأن تسليم غولن قد يساعد في تهدئة المخاوف التركية من سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!