ترك برس
انتقد تقرير لمعهد بروكنغز الأمريكي للأبحاث، السياسة التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب في سوريا وعدم التنسيق بين تغريدات ترامب وتصريحات كبار المستشارين بشأن الانسحاب من سوريا، وهو ما أدى إلى حدوث ارتباك في الشرق الأوسط.
ودعا التقرير الذي أعدته أماندا سلوت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية السابقة ومسؤولة العلاقات الأمريكية التركية، إلى تطوير نهج شامل يعالج جذور المشكلة، ويخفف المخاوف الأمنية التركية، وأن تحترم الإدارة وعودها السابقة التي قدمتها لأنقرة.
وقال التقرير إن "الانسحاب غير المنظم للقوات الأمريكية الذي بدأه الرئيس دونالد ترامب بالفعل ، لن يؤدي إلا إلى تفاقم التوترات بين تركيا حليف واشنطن في حلف شمال الأطلسي التي لديها مخاوف أمنية مشروعة ووحدات حماية الشعب "ي ب ك" حليف واشنطن في الحرب على داعش."
واستعرض التقرير بداية التوتر الأمريكي التركي منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما ، حين استعان بميليشيات وحدات حماية الشعب "ي ب ك" التي تعدها تركيا فرعا لحزب العمال الكردستاني الإرهابي، في الحملة على داعش.
ويلفت التقرير إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تقول إن "ي ب ك" لا علاقة لها بحزب العمال، فإن المسؤولين الحكوميين وكبار عضاء الكونغرس يعترفون بالصلات بينهما.
وزعم أن "وحدات حماية الشعب "ي ب ك" رغم أنها لم تهدد تركيا، فإنها رفضت قطع العلاقات العملياتية مع حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" وهذا يبعث على القلق، حيث إن الحرب التي يخوضها الأخير ضد الدولة التركية أسفرت عن قتل نحو 000 40 شخص كما امتدت التوترات في سوريا إلى السياسة الداخلية التركية، مما ساهم في انهيار محادثات السلام التي بدأها أردوغان مع حزب العمال.
ووفقا للتقرير فإن واشنطن لم تف بالوعود التي قدمتها لتهدئة المخاوف التركية، حيث تعهد الجيش الأمريكي بجمع الأسلحة من "ي ب ك" في نهاية الحملة على داعش، ووعد نائب الرئيس السابق جو بايدن علنا بأن مقاتلي وحدات حماية الشعب "ي ب ك" سيغادرون مدينة منبج التي تسكنها أغلبية عربية بعد طرد تنظيم الدولة "داعش".
وأردف أن الحكومة التركية سعت دائما إلى إلى إنشاء منطقة عازلة، وهو من شأنه أن يخدم الأغراض المزدوجة المتمثلة في إبعاد ميليشيات "ي ب ك"، وتوفير ملاذ آمن لبعض اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3.5 مليون لاجئ في البلاد.
وقال إن "خطط القيام بعملية عسكرية تركية أمريكية مشتركة لإنشاء منطقة عازلة في عام 2015 تعثرت بسبب تباين الآراء حول ما إذا كان بعض المقاتلين السوريين "معتدلين" بما يكفي لدعم الولايات المتحدة، والشك في رغبة تركيا في هزيمة نظام بشار الأسد في سوريا بدلاً من هزيمة داعش، وإصرار أردوغان على إنشاء منطقة حظر طيران."
وبسبب توقف هذه الخطة أطلقت تركيا عمليتين عسكريتين في شمال غرب سوريا: عملية درع الفرات في صيف 2016 وعملية غصن الزيتون في ربيع عام 2018 ونجحت في طرد تنظيم داعش من على الحدود التركية، ومنع "ي ب ك" من توسيع مناطق سيطرتها.
واتهم التقرير جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، بإغضاب الرئيس أردوغان بحديثه عن عن ربط الانسحاب الأمريكي بضمانات تركية بعدم مهاجمة الأكراد، كما اتهم مستشاري ترامب بالإضرار بخطته للانسحاب من سوريا بحديثهم عن أهداف بعيدة المدى مثل مواجهة النفوذ الإيراني.
ورأت الدبلوماسية السابقة أن "الحل الأفضل هو أن تشجع الإدارة على استئناف عملية السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، وعندها لن تمثل ميليشيا وحدات حماية الشعب "ي ب ك" تهديدا لتركيا."
لكنها استدركت أن إدارة ترامب تفتقر إلى الوقت المطلوب والصبر والثقل الدبلوماسي، ولا سيما مع عدم وجود سفير للولايات المتحدة في أنقرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2017.
وأضافت أن "على إدارة ترامب أن تدخل في مفاوضات دبلوماسية وعسكرية مع تركيا تضمن انسحاباً منتظماً للقوات الأمريكية وتمنع فراغ القيادة الذي ستتولاه عندئذ روسيا وإيران، وأن تحترم واشنطن وعودها السابقة لأنقرة، والتي تشمل جمع كل الأسلحة الثقيلة الممنوحة إلى وحدات حماية الشعب "ي ب ك"، وإنهاء "خارطة طريق منبج" التي تتناول ترتيبات الأمن والحكم."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!