حسن بصري يالتشين – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تركيزنا منصب في معظمه على شرق الفرات، وهذا هو التصرف الصحيح. فلا يمكن لتركيا أن تنعم بالراحة طالما لم تطهر تلك المنطقة من تنظيم "ب ي د" الإرهابي.
ننتظر خطوات ملموسة من الولايات المتحدة، لكن هناك الكثير من المنغصات في هذا الخصوص. نعلم أن الانسحاب لن يكون سهلًا، وعلينا أن نضع في الاعتبار احتمال عدم تحققه أساسًا.
غير أنه ينبغي على تركيا الاستعداد لكافة الاحتمالات. وخلال هذه الفترة، ربما عليها النظر مسبقًا في سبل حل المشاكل التي يمكن أن تنجم عن قضايا من قبيل إدلب.
***
ترامب يريد الانسحاب، ويمكننا القيام بخطوات تسهله. أعتقد أن واشنطن اقتنعت بأن لا مشاكل في تحقيق الاستقرار ومكافحة داعش بالمنطقة.
يرى الجانب الأمريكي أن تركيا قادرة على أداء هذه المهمة، لكنه لا يعرف كيف يضع حلًّا لتنظيم "ب ي د". من الصعب إقناع التنظيم بفكرة المنطقة الآمنة، لأنها تشكل الأراضي التي يريدها.
فرصة التنظيم في الحياة بالمنطقة الجنوبية ضئيلة، وحتى لو اقتنع التنظيم لن تكون المشكلة قد حلت بالكامل.
التقويم الزمني النهائي للانسحاب الأمريكي ما زال غامضًا. بطبيعة الحال تشغل هذه القضية المعقدة أجندتنا بالكامل. لكن من الممكن استثمار الوقت بشكل أفضل من أجل ممارسة ضغط أنجح في هذا الخصوص.
هناك ثلاثة أشهر على الأقل، في غضون هذه الفترة يمكن إيجاد حلول لمواد الأجندة الشائكة، وفي طليعتها إدلب.
***
هناك وضع قائم في إدلب، يبدو أن العلاقات الروسية التركية قادرة على إدامته. لكن لا يجب التعويل عليه تمامًا لأن أي أزمة يمكن أن تقلب الوضع رأسًا على عقب في أي لحظة. ومن الملاحظ أن بعض اللاعبين بدأوا يتحركون لإثارة المشاكل في إدلب.
وفي حال قيام تركيا بعملية عسكرية ضد شرق الفرات، سيكون هناك الكثيرون ممن يريدون ضربها من الخلف. لهذا من المفيد اتخاذ تدابير احترازية، وإحكام سيطرة تركيا على الوضع في إدلب.
يمكن توقع الموقف الروسي في هذا المجال. إذا طبقت تركيا خطة شاملة فإن موسكو تفضل الاستقرار الذي سيخيم على المنطقة. حتى وإن لم تكن ترغب بأن تكون السيطرة بأسرها في يد تركيا، فهي لن تعترض في هذا الخصوص.
***
أهم ما في الأمر أن تعد تركيا العدة بشكل سليم. فهي تحملت مسؤولية في إدلب، حيث أنشأت 12 نقطة مراقبة. مع تحمل مثل هذه المسؤولية، لا ينبغي أن يمثل إحكام السيطرة مشكلة.
آن الأوان لمناقشة الأمر بالتفصيل من خلال مخططات مختلفة، ينبغي التعامل بتأني والوضع بعين الاعتبار محاولات الآخرين لزعزعة الاستقرار القائم.
هناك من بدأوا بالتحرك، والأفضل دائمًا هو حل المشاكل في الوقت المناسب، وليس في الوقت العصيب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس