هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
يعرفها الرأي العام بأنها "صفقات سلاح"..
وأحيانا يتم تزيين المشهد المشوش من خلال وصفها بأنها "مساعدات من حليف".
لكن الحقيقة مختلفة.
البلدان التي لا تجري حساباتها عند شراء الأسلحة، لا بد أن تضرب رأسها بجدار الحقيقة يومًا ما.
في الحقيقة ليس هناك عمليات بيع، وإنما "تأجير" معقد الشروط.
بل إن من الأصح القول إن الأسلحة تقدم "إعارة" مقابل خدمات معينة.
ما نسميه العلاقات الدولية والاتفاقيات العسكرية والتحالفات هي عالم حافل بمثل هذه الأقنعة والحكايا!
***
تطرقت إلى الموضوع قبل أيام..
أبدت الولايات المتحدة امتعاضها لباكستان، وفتحت تحقيقًا وجهت من خلاله رسالة مفادها أن إسلام أباد لا يمكنها استخدام مقاتلات إف-16 الأمريكية لقصف الهند.
فإذا كانت باكستان استخدمت المقاتلات المذكورية ستكون قد انتهكت الاتفاقية.
مع أن الهند هي التهديد العسكري الأكبر على وجود باكستان منذ تأسيسها.
لكن باكستان لا تستطيع حماية أراضيها ضد هجمات الهند باستخدام القوة التي اشترتها من الولايات المتحدة.
أي أن الولايات المتحدة تريد، في حال وقوع حرب لا توافق عليها، إبقاء نصف المقاتلات التي تملكها باكستان ويبلغ عددها 500، في حظائرها.
فهل يتضح الآن مدى الأهمية القصوى لمقاتلات F-7PG، التي اشترتها باكستان من الصين؟
***
ننسى بسرعة، لكن ما واجهته باكستان في الماضي القريب، عشنا نحن أيضًا حوادث مشابهة له.
قبل مدة ذكّرني صديقي المؤرخ بارش أرتيم بحادثة. في أعقاب إطلاق تركيا أول عملية جوية ضد تنظيم "بي كي كي" خارج الحدود عام 1983 تدخل الناتو.
وفي عام 1992، أعلنت ألمانيا أن ليس بإمكان تركيا استخدام دبابات ليوبارد، التي اشترتها من برلين.
وعندما كانت تركيا تستعد للتدخل عسكريًّا في قبرص، وصلها خطاب من الرئيس الأمريكي آنذاك يقول إنه يمنع تركيا من استخدام الأسلحة الأمريكية إذا كانت تعتزم التدخل في الجزيرة.
لهذا يتمتع تطوير صناعة الأسلحة المحلية بأهمية قصوى. ولهذا أيضًا يشعر الاتحاد الأوروربي والولايات المتحدة بالانزعاج إزاء التطور الذي نحققه.
علينا أن نستخلص العبر من آلاعيب الولايات المتحدة بخصوص مقاتلات إف-35، التي طلبنا شراءها ودفعنا ثمنها.
***
بالنتيجة، يتوجب علينا تنويع أنظمة الدفاع الجوي، التي بدأنا بتكوينها من خلال شراء منظومة إس-400. هذه هي القضية الأهم.
بينما تزداد حرارة الصفيح الذي يقف عليه النظام العالمي ينبغي على تركيا مواصلة مساعيها للاستقلال في الصناعات الدفاعية، ولا سبيل آخر أمامها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس