ترك برس
وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، تحذيرات شديدة اللهجة للدول الغربية التي تعادي تركيا وشعبها والمسلمين بشكل عام، خلال حديثه بمناسبة ذكرى انتصار الدولة العثمانية على قوات الحلفاء في معركة "جناق قلعة"، وتعليقًا على المجزرة الإرهابية التي وقعت في نيوزيلندا.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في احتفالات الذكرى السنوية الـ 104 للانتصار البحري للدولة العثمانية في معركة جناق قلعة عام 1915، ويوم الشهداء، حسب وكالة الأناضول الرسمية.
وقال أردوغان: "إنهم يختبروننا من خلال تنفيذ مئات الهجمات سنويًا على مساجدنا وجمعياتنا ومواطنينا في أوروبا، وخاصة ألمانيا وفرنسا.. يختبروننا بإحداث الفوضى في بلادنا والقيام بمحاولات انقلاب وتشكيل تحالفات ظلامية. يختبروننا باستهداف اقتصادنا ورغيف أمتنا".
وأضاف: "نخاطبكم مجددًا من جناق قلعة، وبعد 104 أعوام، ونقول إننا استلمنا رسالتكم! وأدركنا مشاعركم ونواياكم، وأن حقدكم وكراهيتكم لا يزالان ينبضان بالحياة. وكذلك أدركنا أنكم تستكثرون علينا حتى النفَس الذي نستنشقه والأرض التي نعيش عليها".
وبيّن الرئيس التركي أنهم أدركوا أيضًا طبيعة الإرهابي الذي عبّر عن تهديده للشعب التركي في بيانه بالقول: "لن تستطيعوا العبور من ضفة الأناضول إلى الضفة الأوروبية".
وشدّد أردوغان على أن "هذه الحادثة ليست فردية، بل هي منظّمة". وقال متحديًا: "نحن موجودون هنا، نحن في جناق قلعة وفي تركيا.. أتراك وأكراد وعرب وشركس وبوسنيون وغجر.. نحن هنا منذ ألف عام وسنبقى إلى يوم القيامة إن شاء الله.. لن تتمكنوا من جعل إسطنبول القسطنطينية".
ومضى مخاطبًا القوى المعادية: "أجدادكم جاؤوا ورأوا أننا هنا، وبعدها عاد بعضهم على قدميه والبعض الآخر داخل توابيت.. فإذا كنتم تريدون المجيء بالنيّة ذاتها فإنّنا لمنتظرون.. ثقوا تمامًا أننا سنودّعكم مثلما فعلنا مع أجدادكم".
أردوغان أشار إلى أن جناق قلعة هي رمز للجيل الذي لم ولن يسمح على الإطلاق بانتهاك عرضه، وأن "هذا الجيل سيستضيفكم إذا جئتم بطريقة وديّة.. أمّا إذا جئتم بعدوانية فإنه سيتعامل معكم بطريقة أخرى..".
وأضاف: "سوف يدفنونكم جميعًا في المكان الذي تضعون قدمكم فيه، تمامًا مثل ما فعلنا بالإرهابيين الذين حاولوا أن يتحدّوا بلادنا بعمليات الخنادق، ومثل ما فعلنا بمجرمي (داعش) و(بي كا كا/ ب ي د) الذين تسلطوا على حدودنا مع سوريا".
وختم قائلًا: "هذا الأمر لا يكون عبر كتابة أسماء وتواريخ بالدهان على مقبض السلاح الذي تطلقون منه الرصاص بغدرٍ صوب الأبرياء"، في إشارة إلى الكتابات التي كانت موجودة على سلاح الإرهابي الذي نفّذ المجزرة في نيوزيلندا أثناء صلاة الجمعة.
والجمعة، شهدت مدينة كرايست تشيرتش، هجوما إرهابيا بالأسلحة النارية والمتفجرات استهدف مسجدي "النور" و"لينوود"؛ ما خلف 50 قتيلا ومثلهم من الجرحى.
منفذ الهجوم الإرهابي "برينتون هاريسون تارانت"، وهو أسترالي الجنسية عمره 28 عاما، كان قد كتب عبارات عنصرية على سلاحه، هاجم فيها الدولة العثمانية والأتراك، حسب ما أظهر مقطع الفيديو الذي بثه بنفسه عبر الإنترنت، وأطلع عليه مراسل "الأناضول".
ومن بين العبارات العنصرية التي كتبها منفذ المذبحة، الذي يدعى برينتون تارانت، وهو أسترالي الجنسية عمره 28 عاما، على سلاحه "Turcofagos" وتعني باليونانية "آكلي الأتراك"، وهي عصابات نشطت باليونان في القرن التاسع عشر الميلادي، وكانت تشن هجمات دموية ضد الأتراك.
وكتب مخاطبا الأتراك: "يمكنكم العيش في سلام في أراضيكم.. في الضفة الشرقية للبوسفور، لكن إذا حاولتم العيش في الأراضي الأوروبية، في أي مكان غربي البوسفور، سنقتلكم وسنطردكم (تعبير بذئ) من أراضينا".
وأضاف: "نحن قادمون إلى القسطنطينية (إسطنبول) وسنهدم كل المساجد والمآذن في المدينة. آيا صوفيا ستتحرر من المآذن وستكون القسطنطينية بحق ملكا مسيحيا من جديد. ارحلوا إلى أراضيكم طالما لا تزال لديكم الفرصة لذلك".
وتحيي تركيا في 18 مارس/آذار من كل عام الذكرى السنوية لانتصار الدولة العثمانية في معارك جناق قلعة عام 1915، ضد الحلفاء، حيث حاولت قوات بريطانية وفرنسية ونيوزلندية وأسترالية احتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وباءت المحاولة بالفشل.
وكانت المعركة التي وقعت بمنطقة "غاليبولي" في جناق قلعة، بمثابة تحول لصالح الأتراك حيث انتصروا فيها على القوات المتحالفة خلال الحرب العالمية الأولى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!