هاندة فرات – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات المحلية. وفي أعقابها هناك قضيتان هامتان أمام تركيا، الاقتصاد وشراء منظومة إس-400 الصاروخية الروسية.
كتبت في مقالة سابقة تفاصيل العرض الأمريكي لبيع تركيا منظومة باتريوت مقابل التخلي عن إس-400. ولا بأس من التذكير ببعض التفاصيل.
- سعر باتريوت يفوق مرة ونصف سعر إس-400.
- رفعت واشنطن السعر بالمقارنة مع العرض السابق.
- تريد واشنطن مليار دولار دفعة مقدمة خلال الشهرين القادمين.
- الحل من أجل التسليم المبكر تسليم تركيا بطاريات مخصصة لبلدان أخرى.
- لا نقل للتكنولوجيا.
ورغم رفض أنقرة الشروط المسبقة إلا أن واشنطن تشترط إلغاء صفقة إس-400، وإلا فإنها ستلغي عرضها بخصوص باتريوت.
لم تقدم تركيا ردًّا رسميًّا بعد على العرض الأمريكي، لكن من المنتظر أن يتصدر الموضوع الأجندة التركية بعد الانتخابات.
خلال هذه الفترة، يتمتع أي لقاء محتمل بين أردوغان وترامب بأهمية كبيرة. فالزعيمان اتفقا على عقد اجتماع بينهما في آخر اتصال لهما، وذكر أردوغان أن اللقاء قد يكون بعد الانتخابات.
تواصل الولايات المتحدة الإدلاء بتصريحات حول موقفها من إس-400 وباتريوت. قدم مسؤولون أمريكيون رفيعون إحاطة لمراسلي بعض وسائل الإعلام حول وجهة النظر الأمريكية في هذا الخصوص.
الرسائل التي برزت في الإحاطة هي كالتالي:
- صفقة إس-400 ليست قضية تجارية فحسب، فهي مسألة أمن بالنسبة لحلف الناتو في الوقت ذاته.
- تحمل الصفقة بالنسبة للولايات المتحدة والناتو خطرًا على مقاتلات إف-35. لا يمكن للنظامين أن يعملا في الوقت نفسه.
- عرض بيع منظومة باتريوت لتركيا ما زال مطروحًا.
في الواقع، أعلن المسؤولون الأمريكيون في المباحثات السابقة أن الصفقة بمثابة مسألة أمن قومي بالنسبة لبلادهم. وقالوا: "المهم هنا إلى أين ستتجه تركيا استراتيجيًّا، هل ستقيم شراكة مع الولايات المتحدة أم مع روسيا، هذا ما يجب أن نراه.
نرى عنصرًا جديدًا في إحاطة البيت الأبيض. فقد دخل الناتو بشكل واضح في مسألة الأمن. لكن ما معنى ذلك؟ هناك ادعاءات أن الولايات المتحدة ستطلب من الناتو اتخاذ قرارات قوية تجاه تركيا، علاوة على العقوبات التي تقول واشنطن إنها سوف تطبقها بموجب قانون "كاستا".
لا تعتبر أنقرة هذه الادعاءات واقعية، وتؤكد أن صدور قرارات عن الناتو وفق ما تدعيه الولايات المتحدة، أمر غير ممكن. كما تلفت إلى أن جميع أعضاء الناتو لا يوافقون الولايات المتحدة على أفكارها.
من الواضح تمامًا ضرورة تعاون تركيا والولايات المتحدة في مجالات عديدة بغض النظر عن منظومة إس-400. المشكلة هي في كيفية حل الأزمة وإيجاد صيغة مرضية.
فهل تجازف تركيا في مواجهة العقوبات؟ هل تحتفظ بالمنظومة في المستودعات دون نشرها؟ هل يمكن الحديث عن بيعها لبلد آخر؟ هذه احتمالات تتحدث عنها كواليس أنقرة، أما بالنسبة للنتيجة فيجب الانتظار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس