سمير صالحة - خاص ترك برس
في ساعات الفجر الأولى من صباح اليوم الاثنين وبعد الانتهاء من إعلان النتائج غير الرسمية للانتخابات المحلية التركية، وعندما كان فريق عمل المساء يستعد لتسليم الأمانة لفريق عمل الصباح ويغادر مبنى القناة في حي أولوس بإسطنبول حيث كنا بين المغادرين أيضا، شرع عمال التنظيفات وكان الله في عونهم، يحاولون إزالة آثار مواجهة أكثر من 24 ساعة من الاستنفار في المكاتب والممرات وغرف استقبال الضيوف والاستديوهات لإخفاء حقيقة ما جرى.
الذين تنفسوا الصعداء وذهبوا للاستراحة ليسوا من كانوا أمام الشاشات فقط، بل العشرات من المراسلين المنتشرين في أهم المدن التركية والكوادر الفنية والإدارية وجيش لوجستي يربط الوحدات العاملة ببعضها البعض.
نحن نعرف القناة ونتابعها منذ عقد تقريبا. الفكرة والمشروع والتأسيس والتحولات والنقلات الإدارية والفنية. كل مرحلة كان لها مشاكلها وصعوباتها، إيجابياتها وسلبياتها لكن عرس المكان كان مختلفا أمس.
"حماسة الروح" والرغبة في العطاء وتقديم المختلف والمميز باحترافية وتقنية هي التي كانت حاضرة في كل مكان وهو قرار الوجوه الشابة الجديدة من مركز القرار التركي والوافدين من كل مكان بخبراتهم واندفاعهم.
في الممرات ولساعات طويلة كانت التركية والعربية والإنكليزية تتداخل لتنفيذ الأوامر وإنجاز المطلوب. مشهد جيش المراسلين وهو ينقل الحدث عبر الشاشات كان يعكس حجم الرغبة في المنافسة المختلفة هذه المرة. قسم المقابلات، شباب الموقع، الفيس بوك، التغريدات، تذكرنا بالانطلاقة وبالاجتماعات التحضيرية قبل 10 سنوات وأين نحن اليوم. قد لا يرضيهم هم ما أنجزوه بالأمس لكننا نقول شكرًا كُنتُم مبدعين حقًا.
شكرا أخرى لبعض القنوات الناطقة بالعربية التي اختارت الابتعاد عن تغطية موسعة لانتخابات الأمس لانشغالها باخبار القمة العربية في تونس. الفراغ تم ملؤه باحتراف وأصالة وثقة وموضوعية من قبل "التركية" ومن جانب كافة الوحدات الجديدة الرديفة والمساندة. المشكلة الآن بالنسبة لهذا الفريق أنه سيكون مطالبا من قبل المشاهد العربي في تركيا وخارجها برفع مستوى الجهد والعطاء من أحسن إلى الأحسن كان الله في عونه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس