ترك برس
نشر موقع "inforos" مقالا للباحث، بادرياغ ماكغراث، حول نتائج الانتخابات المحلية في تركيا، رأى فيه أن خسارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للانتخابات خبر جيد للكرملين، لأنها "تجعله ينشغل بقضايا بلاده الاقتصادية، وتقوض هدفه بتعزيز النفوذ التركي في جمهوريات آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي ترغب موسكو في بقائها في دائرة نفوذها."
ويشير الباحث في بداية مقاله إلى أن المخاوف التي أعرب عنها الناخبون الأتراك في هذه الانتخابات هي في المقام الأول اقتصادية، حيث فقدت الليرة التركية 28٪ من قيمتها في عام 2018، وارتفع معدل التضخم لأول مرة إلى 20%.
وأضاف أن التوسع الجغرافي الاستراتيجي الذي نتج عما أسماه "المشروع العثماني الجديد"، وميل تركيا المتزايد نحو استقلالية القرار، يساعد على تفسير قيام كل من روسيا والولايات المتحدة بدور في "الانتقام الاقتصادي من تركيا في السنوات الأربع الماضية."
ووفقا للباحث، فإن نتائج الانتخابات يجب أن تكون "مفرحة للغاية للقيادة السياسية الروسية"، حيث إن "الناخبين الأتراك قد أرسلوا للسيد أردوغان إشارة واضحة بأن خسارته الدعم السياسي في الداخل، تقوض هدفه طويل الأجل المتمثل في إعادة بناء نفوذ تركيا في مجموعة دول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية."
وأردف أنه طالما كان التركيز في تركيا منصبا على السياسة المحلية،، فإن موسكو ستقبل بلا شك نتائج الانتخابات التركية باعتبارها أخبارًا جيدة؛ لأن من الضرورات الجغرافية الاستراتيجية أن تبقى جمهوريات آسيا الوسطى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ضمن دائرة نفوذ روسيا.
ولفت إلى أن وضع تركيا كمحور جيواستراتيجي وكونها ثاني أهم عضو في حلف الناتو، يجعل من المهم أن تسعى الحكومة الروسية إلى التقارب مع تركيا، وهو ما فعلته خلال السنوات الثلاث الماضية؛ لأنها بذلك تضعف الناتو.
لكنه يستدرك أن الأسس الجغرافية نفسها التي تجعل من تركيا مكونًا رئيسيًا في حلف الناتو، إضافة إلى التركيبة السكانية في جمهوريات آسيا الوسطى، تعني أيضًا أن روسيا وتركيا يبقيان منافسين أبديين في آسيا الوسطى.
ويخلص إلى أن روسيا وتركيا يمكن أن تكون بينهما علاقة غير عدائية فقط في حالة بقيت تركيا أضعف من أن تخترق نفوذ روسيا في آسيا الوسطى والشرق الأوسط.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!