سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
قدمت تركيا مقترحًا إلى الولايات المتحدة بتشكيل "مجموعة عمل" بهدف التوصل إلى حل معقول لأزمة مقاتلات إف-35 المتعلقة بمنظومة إس-400.
بعد إجراء الوفد التركي الموجود في واشنطن سلسلة من المباحثات، جاء الخبر بأن الإدارة الأمريكية رفضت المقترح المعقول. هذا التطور يجب أن يظهر لنا ما يلي:
مهما قال ترامب والمسؤولون الرفيعون حوله لنظرائهم الأتراك وكيفما تصرفوا فلا أهمية كبيرة لذلك. لأن هناك زمرة داخل الإدارة الأمريكية مصرة على إثارة المشاكل مع تركيا، وهي تعمل بالتنسيق مع الكونغرس.
تخطط هذه الزمرة للتهرب من المسؤولية برمي الكرة في ملعب الكونغرس حين تقول أنقرة في المستقبل، للمسؤولين الأمريكيين أنهم تحدثوا معها بطريقة إيجابية.
لا تعارض الولايات المتحدة شراء تركيا منظومة إس-400 لأنها ستفسد خاصية التخفي من الرادارات في إف-35 فحسب. فالمسؤولون الأمريكيون يعلمون أن تركيا تحاول بناء قوة إقليمية جديدة لنفسها بإقصاء الولايات المتحدة، وهذا لا يروقهم.
وتتداول أروقة البنتاغون أن سفنًا حربية روسية ستنتشر في مكان قريب من محطة أق قويو النووية التركية، وأن فكرة إنشاء ميناء/ قاعدة مطروحة.
مشروع إف-35 سيتضرر
في الأثناء، ألقى الأميرال مات وينترالمسؤول عن تنفيذ مشروع إف-35 كلمة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، قال فيها إنه في حال إخراج تركيا من المشروع فإن الإنتاج المتسلسل للمقاتلات سيبدأ بالتأثر سلبيًّا خلال 45 إلى 90 يومًا، لأن تركيا تقوم بتصنيع ما نسبته 6-7 في المئة من الإنتاج الكلي للطائرة.
بينما تفكر الولايات المتحدة ببيع إف-35 لبلدان جديدة، لن يروق لمسؤوليها على الإطلاق احتمال حدوث تأخير من هذا القبيل في عملية الإنتاج.
الطاقم القادر على النظر إلى المسألة بحياد تقني لا يروقه حدوث مشكلة مع تركيا، لكن هذا الطاقم لا يتمتع بقوة سياسية في واشنطن.
تدريبات الطيارين مستمرة
تتواصل تدريبات الطيارين الأتراك على استخدام مقاتلات إف-35 في قاعدة لوك العسكرية، الكائنة في ولاية أريزونا. سلمت الولايات المتحدة ثلاث مقاتلات من قبل، وعلى وشك تسليم الرابعة.
بينما تتوالى التصريحات عن المشكلة القائمة بين البلدين، يستمر العمل في هذا الجزء من المشروع بلا توقف. وهذا أوضح مؤشر على وجود فئة داخل الإدارة الأمريكية تريد للمشاكل أن تُحل بين الجانبين.
رعم اعتبار أن المقاتلات تم تسليمها إلى تركيا على الورق، إلا أنه في حال عدم حل المشاكل تبدو مسألة إرسالها إلى تركيا في أكتوبر/ تشرين الأول القادم أمرًا مشكوكًا به حتى الآن.
من الواضح أن هناك مرحلة صعبة للغاية وحافلة بالتغيرات تشهدها العلاقات بين البلدين، وما تزال تركيا تمتلك أوراقًا قوية من أجل حل المشكلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس