ترك برس
تناول تقرير صحفي أبعاد الاختلاف القائم بين الموقفين التركي والروسي حيال الأحداث التي تشهدها ليبيا، في ظل الدعم الذي تقدمه تركيا لحكومة "الوفاق" المعترف بها دوليًا، وميل روسيا إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
ورأى تقرير صحيفة "عربي21" أن وقوف تركيا إلى جانب حكومة فائق السراج، المعترف بها دوليا في ليبيا، وميل روسيا إلى دعم الند الأكبر لحكومة الوفاق، اللواء المنشق خليفة حفتر، "يضيف ربما ملفا جديدا على طاولة الخلافات الروسية التركية في المنطقة العربية".
وفي حين أعلن الكرملين الروسي الحياد في الموقف من الأزمة الليبية، ودعا جميع الأطراف لتفادي إراقة الدماء، إلا أن الميل الروسي نحو حفتر واضح، بحسب المراقبين.
ونفى الكرملين أن تكون روسيا تقدم المساعدة لقوات حفتر في زحفها تجاه العاصمة طرابلس، وإنه يؤيد التوصل لتسوية سياسية من خلال التفاوض، بما يتفادى أي إراقة للدماء.
وذكر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين: "نتابع عن كثب الوضع في ليبيا، ونعتبر قطعا أن أهم شيء هو ألا تؤدي العمليات هناك إلى إراقة دماء. يجب حل الوضع سلميا".
أما الدعم التركي لحكومة الوفاق، فكان أكثر صراحة، إذ قال الرئيس رجب طيب أردوغان، في اتصال مع السراج، إن بلاده "ستفشل مساعي البعض لتحويل ليبيا إلى سوريا جديدة، كون ليبيا أصبحت واحدة من الأماكن التي يحاول البعض تنفيذ سيناريوهات مظلمة فيها".
وأكد الناطق باسم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، مهند يونس، الخميس الماضي، أن طرابلس فعّلت اتفاقيات قديمة مع أنقرة حول التعاون العسكري بينهما.
الباحث في العلاقات الدولية، علي باكير، قال إن الملف الليبي نظريا ليس أولوية في العلاقات الروسية التركية، وإن هنالك أولويات أكبر لدى الطرفين، مثل الملف السوري، والعقوبات على إيران.
وأشار إلى أنه مهم للجانب التركي والدولة التركية أن عبرت عن موقفها من الملف الليبي صراحة، رغم أنه ربما يناقض الموقف الروسي الذي يدعم حفتر، حسب "عربي21".
وأشار باكير إلى إن اختلاف المواقف من الملف الليبي لن يؤثر على العلاقات بشكله الحالي، لكن ربما يصبح لاحقا له وزن أكبر إذا ما حصلت خلافات روسية تركية بالملف السوري على سبيل المثال.
وعن الاستعداد التركي لدعم حكومة الوفاق، قال باكير إن الدعم العسكري الذي تتحدث عن بعض المصادر لم يعلن بعد، ولا شيء رسميا حتى الآن، وإن حصل فسيكون المبرر التركي هو دعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
ونفى باكير أن يكون حفتر رجل روسيا بالمطلق، قائلا إنه شخصية انتهازية، يستثمر في كل من يمكن أن يقدم له دعما، لكن حصوله على السلاح الروسي لا يعني الدعم المباشر من روسيا، إذ إن السلاح الروسي موجود في السوق، ويمكن أن يحصل عليه بشكل غير مباشر.
بدوره قال الخبير بالشؤون الروسية، تيمور دويدار، إن الملف الليبي ليس ملفا خلافيا بين البلدين بمعنى الكلمة، بقدر ما هو بحث عن المصالح للدول.
وأشار إلى أن الموقف الرسمي الروسي الصادر عن الكرملين محايد، رغم وجود الميل الروسي لحفتر لكونه من ضمن المجموعة العربية التي تقف روسيا إلى جانبها في إطار "مكافحة الإرهاب" والقضاء على "المجموعات المسلحة المتأسلمة"، على حد تعبيره، ويتمثل بمصر والسعودية والإمارات.
وأشار إلى أن الخلاف إن صح وصفه فهو خلاف (عربي تركي) وليس (تركيا روسيا)؛ إذ إن تركيا تعارض كل ما هو مدعوم من الكتلة سابقة الذكر.
وأشار إلى أن وجود سلاح تركي على الأراضي الليبية، إن صحت الأنباء، لن يغير شيئا، فتركيا مثل باقي الدول تنتج السلاح وتبيعه.
ولفت دويدار إلى أن روسيا خسرت مشاريع بالمليارات في ليبيا بعد الإطاحة بالزعيم الليبي، معمر القذافي، في مجالات الاتصالات، والطرق، ومشاريع أخرى، وبالنسبة لها لا يهمها من سيتابع معها تلك المشاريع بعد استقرار الدولة في ليبيا.
وختم بأن الموقف الروسي هو دعم المحور الذي تقوده مصر في المنطقة للقضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أن روسيا تبيع السلاح للمصريين، وإن كان من يدفع ثمنه ربما السعوديون.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!