ترك برس
أشار تقرير صحفي إلى أن دخول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على خط الأزمة الدائرة الآن في العاصمة الليبية طرابلس، طرح عدة تساؤلات عن الدور الذي يمكن أن تلعبه حكومته في دعم قوات حكومة الوفاق.
وتساءل التقرير الذي أعدته صحيفة "عربي21"، عن مدى وكيفية تأثير الدعم التركي على المشهد في ليبيا سياسيا وعسكريا خاصة إذا قررت أنقرة دعم الحكومة بطائرات قد تحسم المعركة.
وفي وقت سابق، ندد أردوغان بالعدوان الذي تشنه قوات اللواء الليبي، خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، واصفا ما يحدث هناك بأنه "مؤامرة" تحاك ضد الشعب الليبي وأن بلاده ستقف ضدها وستمنعها بكل قوة.
وأكد الرئيس التركي خلال اتصال هاتفي برئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج أن "بلاده ستسخّر كل الإمكانيات لدعم الحكومة الشرعية (الوفاق)، وأنها ستقف بكل حزم إلى جانب الليبيين لمنع المؤامرة وصد العدوان ضد "طرابلس"، وأنه لا وجود لحل عسكري في ليبيا وأن المسار السياسي هو المسار الوحيد لبناء الدولة المدنية".
وفي تصريحات سبقت الاتصال بـ"السراج" بيوم واحد، قال "أردوغان" إن "بلاده ستفشل مساعي البعض لتحويل ليبيا إلى سوريا جديدة، كون ليبيا اليوم أصبحت واحدة من الأماكن التي يحاول البعض تنفيذ سيناريوهات مظلمة فيها".
ووصف الرئيس التركي، اللواء الليبي "حفتر" بأنه "ديكتاتور" يسعى للانقلاب على الحكومة التي تستمد شرعيتها من الشعب الليبي، وأن هذا "الديكتاتور" يتم دعمه من قبل أوروبا وبعض الدول العربية"، بحسب وكالة الأناضول الرسمية.
وقبيل العدوان على طرابلس، لوحظ تقارب كبير بين حكومة "السراج" وبين الحكومة التركية، خاصة في الملف الأمني والاقتصادي، وتوقيع "بروتوكولات" لتدريب أفرد الشرطة الليبية هناك، وكذلك إعادة استئناف عمل الشركات التركية في الداخل الليبي.
المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، في حديثه للصحيفة إن "تركيا تملك القوة الآن لإعادة التوازن وفرض المسار السياسي الديمقراطي، كون القوة العسكرية التركية تملك خلق التوازن العسكري، وردع تحالف الشر ضد ليبيا المتمثل في "مصر والإمارات والعربية وفرنسا"، حسب تعبيره.
وأضاف أنه "ومن خلال تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك بين ليبيا وتركيا ودخولها حيز التنفيذ، سيجبر هذا الأمر "فرنسا" على إعادة حساباتها في ليبيا، فحكومة "أنقرة" تملك من الثقل السياسي ما يمكنها به إحراج "باريس" في المحافل الدولية، وبهذا يمكن أن تعود الموازين إلى نصابها"، كما قال.
لكن الناشطة الليبية من العاصمة "طرابلس"، سمية محمود رأت من جانبها أن "ظهور "أردوغان" حاليا وبشكل علني ربما يخدم "حفتر" أكثر من خدمته لحكومة الوفاق، وقد رأينا ما نتج عن تدخل النظام التركي في ملف "سوريا" وحقيقة لا نرغب بتكرار ذلك في ليبيا".
وأوضحت أنه "لو كان "أردوغان" يرغب حقا في المساعدة كان قدمها بشكل "سري" وفعّل قانون مجلس الأمن في حظر الطيران فوق ليبيا وأقنع "الناتو" بالتدخل لوقف القصف على "طرابلس"، لكن للأسف ليبيا الآن تحولت إلى مسرح "عرائس" تحركها أيادٍ خفية"، كما وصفت.
ورأى الناشط السياسي الليبي، محمد خليل أن "أردوغان أدرك أخيرا أن الحرب في "طرابلس" ليست مجرد حرب بين أطراف ليبية فقط بل هي حرب إقليمية ودولية كبرى لها أهداف كبرى بعضها يتعلق بمحاولات تقويض التأثير التركي في المنطقة وحصار تجربة التغيير في تونس والجزائر والسودان".
وتابع: "لهذا أعتقد أن النظام التركي سيسعى لتقديم دعم لحكومة الوفاق الوطني خصوصا وأنها الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا بعكس الدول الأخرى التي تدعم "الانقلابي حفتر".
ومنذ 4 أبريل/ نيسان 2019، تشن قوات حفتر هجوما للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق الوطني.
ولم تحقق عملية حفتر في طرابلس حتى اليوم أي تقدم ملموس حقيقي على الأرض، ولاقت انتكاسات في بعض المناطق.
وأثار الهجوم رفضا واستنكارا دوليين؛ حيث وجه ضربة لجهود الأمم المتحدة لمعالجة النزاع في البلد الغني بالنفط.
ومنذ 2011، تعاني ليبيا صراعًا على الشرعية والسلطة يتركز حاليا بين حكومة الوفاق وحفتر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!