الأناضول
شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على ضرورة عدم تغييب قضيتي مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، و"الوفاة المشبوهة" للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي عن الأجندة الدولية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، بمدينة أوساكا اليابانية، السبت، على هامش مشاركته في قمة العشرين.
وقال أردوغان "يجب عدم السماح بإزالة جريمة قتل خاشقجي ووفاة الرئيس مرسي المشبوهة من الأجندة الدولية".
وأضاف أن "محاسبة كافة المسؤولين عن جريمة قتل خاشقجي من أعلى الهرم إلى أسفله، مهمة ذات أولوية تقع مسؤوليتها على عاتق المجتمع الدولي".
وشدّد أردوغان على أن تركيا لم تسمح بالتستر على جريمة قتل خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول.
وجدّد تأكيده على ضرورة محاكمة المتورطين في قتل خاشقجي باسطنبول، لأن الجريمة وقعت فيها.
وأوضح أردوغان أن تركيا وانطلاقاً من حرصها على إحقاق العدالة، لم تسمح بالتستر على جريمة قتل خاشقجي، من خلال تعاونها مع الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن تقرير المقررة الخاصة للأمم المتحدة، أنييس كالامار، الذي أعلن للرأي العام الأسبوع المنصرم، يوضح العديد من الحقائق حول هذه الجريمة "بشكل جلي".
من جهة ثانية، شدد الرئيس التركي على ضرورة التحقيق في كافة أبعاد استشهاد محمد مرسي، أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي في مصر.
ولفت إلى أن مرسي الذي حوكم على مدار 6 أعوام في محاكم الانقلاب، توفي بصورة مشبوهة في قاعة المحكمة في 17 حزيران/ يونيو الجاري.
وأكد أردوغان أن "تصريحات الانقلابيين حول مرسي الذي تُرك للموت هناك دون أي تدخل لمدة نصف ساعة، بعيدة عن إراحة الضمائر".
وأعرب عن تطلعه بأن يدافع زعماء مجموعة العشرين عن الديمقراطية والقيم الإنسانية بصورة أكبر، فيما يخص وفاة مرسي.
ولفت الرئيس التركي إلى أن دفن مرسي دون إجراء فحص الطب الشرعي، مدعاة للتفكير.
وأكد أنه من الضروري في مثل هذه الحالات إجراء فحص الطب الشرعي بصورة قطعية، وإلا فإنه من الواضح أن "هناك شبهات في هذه القضية".
وشدد على ضرورة قيام المجتمع الدولي وفي طليعته الأمم المتحدة بمحاسبة كافة السياسيين المسؤولين عن هذا الأمر.
وأشار أردوغان إلى أن إفلات المتورطين في مثل هذه الحوادث من المحاسبة، يمثل خطرا على مستقبل العالم والديمقراطية والسياسة العالمية أيضا، الأمر الذي أبلغه لنظرائه خلال جلسات القمة.
وأعرب الرئيس التركي عن أسفه لتعامي الكثير من الدول الغربية ومنظمات حقوق الانسان، عن عقوبات الاعدام الصادرة من محاكم الانقلاب في مصر.
وأردف: "من يعتبرون مناقشة عقوبة الإعدام حتى من أجل الانقلابيين في تركيا أمرًا غير مقبول، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها، مع الأسف يلتزمون الصمت حيال عقوبات الإعدام في مصر".
وأشار أردوغان إلى عقد قمة أوروبية عربية في شرم الشيخ في 25 شباط/ فبراير، بعد مضي 5 أيام فقط على إعدام 9 شبان مصريين.
وأضاف متحدثا عن الزعماء الأوروبيين: "لقد لبوا دعوة ذلك الشخص الجاثم على رأس السلطة في مصر الذي أعدم هؤلاء الشبان، رغم أن عقوبة الإعدام محظورة في دول الاتحاد الأوروبي".
ولفت إلى أنه جرى تنفيذ عقوبة الإعدام بحق أكثر من 45 شخصا في مصر لحين عقد تلك القمة، وأن مشاركة القادة الأوروبيين فيها، أبرز دليل على "ازدواجية المعايير".
وقال أردوغان: "لم ير القادة الأوروبيون أي غضاضة في مصافحة الانقلابيين خلال هذه القمة".
وأعرب الرئيس التركي عن ثقته بأن الإعلام الدولي سيلاحق بكل شجاعة قضية الوفاة المشبوهة لمرسي بحثا عن الحقيقة، كما جرى في جريمة قتل خاشقجي.
وردا على سؤال فيما إذا كان قد التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال قمة العشرين، قال أردوغان إنه لم يجرِ لقاءً معه.
وفي معرض رده على سؤال آخر، حول هوية الجهة التي تقع على عاتقها مسؤولية كشف ملابسات جريمة قتل خاشقجي، أكد الرئيس أردوغان، أن المسؤولية تقع على عاتق ولي العهد السعودي بالدرجة الأولى.
ولفت أردوغان إلى أنه استمع إلى التسجيلات المتعلقة بلحظات قتل خاشقجي واطلع على المعلومات المتوفرة.
وأوضح أن المخابرات التركية أسمعت تلك التسجيلات للأشخاص الذين أرسلهم محمد بن سلمان إلى تركيا، حيث وصفوا الجريمة بعبارات من قبيل "هذه وحشية، فاجعة"، وقالوا كلاما أشد لايمكن التفوه به في هذا المنبر.
وأردف أن "الأشخاص الخمسة عشر الذين أرسلوا إلى تركيابطائرتين هم الفاعلون في هذه الجريمة، والكشف عن ملابسات هذا الأمر منوط بمحمد بن سلمان بالدرجة الأولى، لأنه عندما تحدثنا بالهاتف، تعهد بذلك، لكن حتى الآن لم يتم فعل أي شيء".
وأضاف: "هم من ينبغي عليهم كشف هذا الأمر، ولا داعي للبحث عن الفاعل في مكان آخر، لا سيما وأن هناك أكاذيب أدلى بها وزير خارجيتهم السابق، وأكاذيب قوّلوها لمحمد بن سلمان، فالأمر ماثل للعيان، ماذا أقول أكثر".
وشدد أردوغان على ضرورة عدم التقليل من شأن جريمة قتل إنسان، وتبني الإعلام الدولي لهذه القضية بشكل أكبر.
وتابع: "هل يشتري الدولار كل شيء؟ لا بد أن يكون هناك أشياء غير قابلة للشراء، وأعتقد أن هذا الشيء هو القلم، فيجب ألا يتمكن من شراء القلم والفكر".
وفيما إذا كان بحث قضية خاشقجي مع ترامب، قال إنهما تناولا الموضوع بشكل مطول سابقا عندما التقيا في فرنسا، لكن ليس اليوم.
كما لفت إلى أنه تم بحث الأمر بشكل مستفيض مع الوفود الأمريكية والسعودية المرسلة إلى تركيا.
وأكد أنه "رغم أن كل شيء واضح للغاية، لكن يتم اخفاء بعض الأمور وينبغي كشفها".
ولفت إلى أن هناك طلبا من الرياض، لقيام مدعي عام إسطنبول بزيارة إلى المملكة العربية السعودية.
وأردف متسائلا :" لماذا يذهب؟ يمكن أن يذهب في غير وقت، لكن لماذا يذهب من أجل هذا الأمر؟".
وأوضح أن السعوديين أرسلوا مدعيهم العام وتم تزويدهم بالمعلومات الضرورية، وما ينبغي القيام به الآن هو المضي قدما في المسار القضائي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!