ترك برس
تباينت آراء الخبراء والمحللين الليبيين حول المباحثات التي أجراها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، الخميس الماضي، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة إسطنبول التركية.
وكانت الرئاسة التركية قالت في بيان لها الجمعة، إن أردوغان أجرى مباحثات مع السراج في قصر "دولمة بهتشة" بإسطنبول. وأكّدت أن الجانبين نقاشا آخر التطورات التي تشهدها ليبيا إلى جانب قضايا إقليمية أخرى.
وجدد أردوغان دعمه لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًا، داعيا إلى وقف الهجمات التي تشنها، قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر غير الشرعية على العاصمة طرابلس. حسب ما أوردت وكالة الأناضول الرسمية في تركيا.
وأكد الرئيس التركي وقوف بلاده إلى جانب حكومة الوفاق الشرعية برئاسة السراج، من أجل السلام والاستقرار في ليبيا، بحسب البيان ذاته للرئاسة التركية.
وفي 4 أبريل/نيسان الماضي، بدأت قوات حفتر عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، وسط تنديد دولي واسع ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة، لكنها تعرضت لخسائر كبيرة ولم تحقق أي تقدم.
صحيفة "عربي21" الإلكترونية، طرحت في تقرير لها آراء عدد من الخبراء الليبيين حول زيارة السراج إلى تركيا، عن مدى قدرة الرئيس أردوغان على إيقاف عدوان حفتر ومشروعه في ليبيا، والأطراف التي تسانده دوليًا في هذه القضية.
في هذا الصدد، قال أستاذ القانون الدولي بجامعة "طرابلس" الليبية، محمد بارة إن "حكومة الوفاق هي حكومة معترف بها دوليا، لذا من حقها عقد الاتفاقات في إطار القانون الداخلي والدولي كونها تسعى لصد عدوان حفتر على طرابلس بكل الوسائل المتاحة ومنها عقد الاتفاقات مع الدول الصديقة ومنها دولة "تركيا".
وأوضح بارة أن "حكومة تركيا متعاطفة باستمرار مع تطلعات وطموحات الشعب الليبي، لذا فإن اتصالات "الوفاق" تتم مع الأتراك من هذا المنطلق بما يخدم طموحات الشعبين الليبي والتركي في الاستقلال والحرية"، حسب كلامه.
وتابع: "أما بخصوص النجاح في صد هذا العدوان، فإن الأمر ممكن بالنظر لإرادة المقاتلين الآن وبقليل من الدعم، كون هذا الهجوم رغم تجاوزه 3 أشهر لم يكسب دعما شعبيا في الغرب الليبي بل يخسر كل يوم وآخرها خسارته لمدينة "غريان" الاستراتيجية"، كما قال.
لكن الناشطة الليبية من العاصمة "طرابلس"، سمية محمود رأت أن "زيارة السراج لتركيا جاءت بعد لقاء الأخير بالرئيس الأمريكي "ترامب" وبعد جلسة لمجلس الأمن بخصوص ليبيا، وهذا يجب أن نضعه في الاعتبار لفهم دلالة هذه الزيارة الآن".
وأكدت محمود أن "الولايات المتحدة الأميركية هي فقط القادرة على إيقاف هذه الحرب، ولن يستطيع "أردوغان" أن يخرج من تحت عباءتها لأجل مصالح غيره، كما لا ننسى أن "السراج" نفسه لايزال حتى الآن يخدم مصالح "حفتر والبرلمان"، وفق تقديرها.
وأضافت: "أما الإعلان عن اتفاقية بين "أردوغان" والوفاق فهو بمثابة تصعيد للحرب، كما سمعنا أن "إسرائيل" أعلنت أن "حفتر" طلب مساعدتها، وبهذا تتحول ليبيا رسميا إلى ساحة حرب بين دول ومصالح إقليمية سيكون وقودها هو الشعب الليبي"، كما عبرت.
وبدوره قال المدون الليبي المقيم في "تركيا"، مصطفى شقلوف إن "زيارة "السراج" تؤكد تمسكه بحليفه "أردوغان" وإثبات الدعم التركي لحكومة الوفاق، واتفاقية الدفاع المشترك هو ما تبحث عنه دوما الدول الكبرى، للتواجد على الأرض بغطاء شرعي وهو حماية الحليف".
وأشار إلى أنه "في حال حصل هذا في ليبيا فهو داعم لوجود تركيا رسميا، لكن ربما نرى في المقابل اتفاقية دفاع مشترك بين قوات "حفتر" والجيش المصري، وهنا تصبح ليبيا أرضا محايدة لتصفية الخلافات".
الباحث الليبي، جمال سعيدان أشار إلى أن "السراج ذهب مضطرا إلى تركيا بعد تدخلات دولية وإقليمية في الحرب الأخيرة على العاصمة والكشف عن طائرات وأسلحة إماراتية، ما جعله يوقع اتفاقية دفاع مشترك مع دولة قوية وعضو في حلف الناتو كون تدخلها سيكون له تأثير قوي".
وتابع: "أما الدول التي ستساند "تركيا" دوليا في ليبيا فهي إيطاليا وبريطانيا وألمانيا بالدرجة الأولى لوجود مصالح مشتركة مع الدولة الليبية، كما أنه يجب أن يكون هناك ردع قوي للدول العربية التي تدعم "حفتر" ومشروعه العسكري"، وفق رأيه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!