مصطفى كارت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
"تركيا ليست شريكًا وإنما منافس"، هذا العنوان استخدمناه في صحيفتنا أمس. أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرًا زيارة إلى البلقان.
ليست البلقان منطقة لديها روابط معنوية وتاريخية مع تركيا فحسب، بل إنها بروابطها الدينية والتاريخية والثقافية، تتحد مع تركيا في مقاربة مشتركة تجاه البلدان التي استقلت عن الدولة العثمانية.
تعتبر تركيا البلقان "جسرًا مع أوروبا"، في حين تعتبرها أوروبا "مسافة توضع مع تركيا".
***
ينعكس الاختلاف في المقاربة على سياسات الاتحاد الأوروبي. هذا ما كشفه تصريح صدر مؤخرًا عن المفوض المسؤول عن التوسعة في الاتحاد الأوروبي جونهانس هان.
اعتبر هان تركيا، مع الصين وروسيا، "منافسينا في البلقان". وهان هذا هو الشخص الذي يجري مفاوضات العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي مع تركيا!
وبينما اقترح هان تسريع مفاوضات العضوية مع بلدان البلقان، قال: "ينبغي علينا ألا نتصرف بتردد وألا نخلق فراغًا لن يستخدمه منافسونا في المنطقة، روسيا وتركيا والصين، في ضوء مصالحنا".
أدلى هان بهذا التصريح في قمة الزعماء التي انعقدت في بولونيا بمشاركة 10 أعضاء من الاتحاد الأوروبي و6 بلدان من البلقان.
كما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في وقت سابق إن بلاده لا تريد لبلدان البلقان أن تنحاز نحو تركيا أو روسيا.
***
ناقش مؤتمر غرب البلقان، الذي انعقد الشهر الماضي في ألمانيا، القضية نفسها. محور النقاش باختصار كان كما يلي:
"تواصل تركيا توسيع نفوذها في صربيا والبوسنة ومقدونيا وألبانيا وكوسوفو، التي كانت ضمن الدولة العثمانية حتى عام 1918.
دخلت تركيا بين أكبر عشر شركاء تجاريين لصربيا، تبني 20 محطة توليد كهرباء، وسوف تستثمرها.
احتلت تركيا مكانًا بين أول ثلاثة من البلدان التي تقيم تجارة مع كوسوفو.
تتزايد الاستثمارات التجارية والإنسانية والثقافية التركية في البوسنة.
سيوصل مشروع السيل التركي الغاز الطبيعي إلى المنطقة.
الأرقام ما تزال صغيرة جدًّا بالمقارنة مع حجم التجارية بين تركيا وأعضاء الاتحاد الأوروبي البالغ 145 مليار يورو، لكن أردوغان يقول إنه سوف يرفعها.
غير أن فقدان الليرة التركية قيمتها قد يقلل من الاستثمارات، ومع ذلك فإن القطاع الخاص التركي سيواصل الاستثمار في البلقان لأنه يرى فيها مستقبلًا مشرقًا".
***
يعتبر الزعماء الأوروبيون والاتحاد أن شراء تركيا من روسيا منظومة إس-400، وتعاون البلدين في سوريا، ونقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط السيل التركي، "انحيازًا" تركيًّا إلى روسيا.
وفي المقابل، يضع الاتحاد الأوروبي تركيا في "المحور المنافس" في البلقان مع روسيا والصين. هذا ليس "تناقضًا" بالنسبة لأوروبا، لأن البلدان بالنسبة لها إما أن تكون "حديقة خلفية" أو "منافسة"..
قد لا تكون تركيا اليوم منافسًا دبلوماسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا، لكن أوروبا قلقة "مما قد يحدث"، وعلى تركيا ألا تخيب توقعات أوروبا..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس