ترك برس
اعتبر الكاتب والمحلل الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، جيمس دورسي، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتحدى النظام العالمي الحالي بحديثه عن حق بلاده في امتلاك السلاح النووي.
وكتب دورسي في مقال نشرته مجلة "مودرن دبلوماسي" إن استجواب أردوغان للنظام الدولي يعكس تفكيرًا غير معلن لقادة إقليميين آخرين في عالم انسحبت فيه الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى مع روسيا، وانسحبت من جانب واحد من الاتفاق النووي مع إيران.
وأضاف أن دولا مثل الصين وروسيا على استعداد لبيع التكنولوجيا النووية. كما فشل المجتمع الدولي في منع باكستان وكوريا الشمالية من أن يصبحا قوتين نوويتين، وتبنى معايير مزدوجة على مدى عقود مع إسرائيل التي طورت ترسانتها النووية الخاصة.
وأشار إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقيات مع روسيا وإيران مثال على الانهيار لأوسع نطاقًا في الالتزام بالقانون والمعايير الدولية.
ورأى أن: "إصرار أردوغان خلال الذكرى المائة لمؤتمر سيواس الذي وضع الأساس لجمهورية تركية مستقلة، على أنه من غير المقبول أن تمنع الدول المسلحة نوويًا من منع بلاده من تطوير أسلحة نووية، يبدو منطقيا للوهلة الأولى".
وأوضح بالقول إن تركيا تعيش في جوار يتميز بصراع عنيف بكون فيه سباق التسلح هو اسم اللعبة، والأنكى أن تركيا محاطة بقوى نووية حقيقية، في حين أن المجتمع الدولي يطبق معايير مزدوجة.
ولفت في هذا الصدد إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات من بين أكثر الدول المنفقة على السلاح في العالم. كما أن إسرائيل المختلفة أيضا مع تركيا، تعتبر التفوق العسكري والتكنولوجي، بمثابة جوهر استراتيجيتها الدفاعية ولمّحت منذ فترة طويلة لكنها لم تؤكد علنًا قدرتها النووية.
واستطرد أن باكستان، وهي قوة نووية محاصرة في تصاعد التوتر مع الهند حول كشمير، تعزز من تسلحها. كما يشتبه في أن إيران تريد أن تكون قوة نووية. ولديها القدرة على أن تصبح ذات قدرات نووية، خاصة إذا تخلصت في النهاية من الاتفاق النووي.
واعتبر أن مطالبة السيد أردوغان بالحق في تطوير أسلحة نووية هو استجابة للتطورات الإقليمية والعالمية بقدر ما هي محاولة لوضع تركيا كزعيم للعالم الإسلامي.
وختم مقاله بأن المطالبة بحق تطوير أسلحة نووية يخدم هدف أردوغان حتى لو لم يفعل ذلك. فعلى المستوى المحلي، يسمح للسيد أردوغان بعرض نفسه كقائد يناضل من أجل ما تعتقد تركيا أنه يجب أن يكون مكانها الصحيح في النظام الدولي. وعلى المستوى العالمي، فهذه الكطالبة وسيلة لاستغلال التحديات التي تواجه النظام الدولي الذي يرى أردوغان أنه يعيق بلده.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!