بارتشين ينانتش - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
إذا كان بعض أعضاء مجتمع الأعمال التركي يرون أن هدف زيادة حجم التجارة بين تركيا والولايات المتحدة إلى 100 مليار دولار يعد رقما مرتفعا لغاية، فإن الشخصيتين الرئيسيتين اللتين تقودان الجهود في هذا الاتجاه واثقتان من أن زيادة حجم التجارة الحالي خمسة أضعاف ليست مهمة مستحيلة.
في إطار جهودهما لبدء العمل من أجل تحقيق هذا الهدف، يبدو أن نايل أولباك، رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركيا (DEIK) ومحمد علي يالتشينداغ، رئيس مجلس الأعمال التركي الأمريكي (TAİK)، يعتمدان أيضًا على الإرادة السياسية لإدارة ترامب، وثقافة الأعمال لدى وزير التجارة الأمريكي، ويلبر روس.
بعد أن حدد رئيسا البلدين هدف الوصول بحجم التجارة إلى 100 مليار دولار قبل عام تقريبًا، تولى يالتشينداغ مهمة إعداد خريطة الطريق. وفي هذا الصدد، تم تعيين مجموعة بوسطن الاستشارية (BSG) لإعداد تقرير صدر في آب/ أغسطس الماضي.
بعد أن وجه يالتشينداغ خطابا إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول كيفية المضي قدمًا في تعزيز التجارة في ضوء التقرير، تلقى أنباء من مكتبه أن وزير التجارة الأمريكي روس يريد التحدث عبر الهاتف. أرسل ترامب رسالة إلى روس دفعته إلى الاتصال بيالتشينداغ.
وقال يالتشينداغ لمجموعة من الصحفيين الأتراك في نيويورك يوم 24 أيلول/ سبتمبر: "لم أصدق ذلك في البداية، لكن روس كان على الهاتف بعد دقيقة واحدة بالضبط من الوقت المحدد للمحادثة".
طلب منه روس تقديم معلومات حول كيفية المضي قدمًا وبعد فترة من الوقت طلب منه إرسال تقرير مجموعة بوسطن الاستشارية في أثناء دعوته إلى واشنطن. وقال يالتشينداغ لروس "سأفعل ذلك ولكن التقرير يتكون من مئات الصفحات"، فأجابه روس "لدي تعليمات لزيادة التجارة وسأعمل عليها".
وما أثار دهشة يالتشينداغ أنه عندما التقى الوزير روس في المرة التالية في واشنطن، وجده مستعدا للعمل على زيادة التجارة: "خلال الاجتماع، أدركنا كيف تم إطلاع روس على تركيا. أخبرني عضو من TAİK أنه مهووس بالأرقام والتفاصيل ووجدنا أنه درس الملف التركي جيدًا".
وقال يالتشينداغ: "لم يستعن روس بمصدر خارجي لدراسة الملف. بدا أنه يعمل على ذلك بنفسه.عندها أدركت أن الجانب الأمريكي يأخذ القضية بجدية أكبر مما نفعل". وذلك في إشارة إلى تصريحاته الصحفية حول الشكوك التي واجهها حديثه عن زيادة حجم التجرة مع واشنطن إلى 100 مليار دولار.
أخبر الوزير الأمريكي يالتشينداغ أنه ابتهج لمعرفة أن تقرير مجموعة بوسطن الاستشارية يتفق مع التقرير الذي أعدته وزارة التجارة الأمريكية.
مهدت جهود مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركيا الطريق لزيارة روس لتركيا في الأسبوع الأول من سبتمبر، وأكد كل من أوبلاك ويالتشينداغ على أن روس أمضى أربعة أيام في محادثات مكثفة. ولم يتضمن برنامج زيارته أي جولة سياحية على البوسفور. وبالإضافة إلى المحادثات مع المسؤولين الحكوميين، أصر روس على عقد عدة اجتماعات مع رجال الأعمال.
وعلاوة على دعوة الوزير روس حول الحاجة إلى العمل بسرعة، فقد أخبر الجانب التركي أنه من المهم المضي قدمًا مع الشركات التركية الكبيرة نسبيًا. وقال: "دعونا نبقى مركزين"، تمشيًا مع نصيحة مجموعة بوسطن الاستشارية حول التركيز على نحو خمسة قطاعات تتمتع بمزايا نسبية في التجارة الثنائية مع الولايات المتحدة.
كان من دواعي الارتياح أيضًا أن يسمع الجانب التركي من روس أن على الجانبين الاستفادة من الزيادة في التجارة على أساس 50 إلى 50. وبعبارة أخرى، نظرًا لوجود عجز في صالح الولايات المتحدة حاليًا، ستهدف الجهود إلى زيادة صادرات تركيا من 8 مليارات دولار إلى 50 مليار دولار.
كان الانطباع الذي تكون لدى الجانب التركي هو أنه في محاولة لإضعاف أيدي الصين في "الحرب التجارية"، تريد واشنطن تعويض دول مثل تركيا. وكان أحد الأسباب وراء حثه تركيا على العمل بسرعة هو التأكد من أن تركيا لن تتخلف عن بلدان أخرى مثل فيتنام، أو غيرها من دول جنوب شرق البلاد. وقال روس للجانب التركي: "إذا لم تتصرفوا في الوقت المناسب، فسيكون من الصعب أن تتفوقوا على البلدان الأخرى".
اختارت مجموعة بوسطن الاستشارية السيارات والنسيج والحلي والطيران المدني والأدوات الكهربائية المنزلية ومواد البناء والأثاث والسفر والسياحة، من الجانب التركي مع أعلى إمكانات للنمو. وعلى الجانب الأمريكي، كانت القطاعات المحددة هي الطيران المدني والطاقة، الأجهزة الطبية والمنتجات الكيميائية.
لكن التقرير حذر من أن "الوضع الحالي للتجارة العالمية والعلاقات التجارية بين تركيا والولايات المتحدة لا تعد بمسار سريع للغاية للوصول إلى المستويات المستهدفة". بيد أن الدكتور إيمري بايرام، من مجموعة بوسطن الاستشارية، قال في حديثه أمام مؤتمر الاستثمار العاشر الذي نظمته TAİK في نيويورك في 25 سبتمبر، إن الهدف واقعي.
يقول المثل: "عندما تكون هناك إرادة، لا بد أن تكون هناك طريقة للتحرك". ويبدو أن الإدارتين التركية والأمريكية لديها الإرادة السياسية لتعزيز التجارة. ولكن بالنظر إلى مستوى الاهتمام الذي أبدته الشركات الأمريكية في مؤتمر الاستثمار، فإن هناك حاجة إلى القيام بإقناع مجموعات الأعمال التي تظل الممثل الحقيقي الذي سيحقق هذا المستوى من الاستثمار.
عندما أعلنت الولايات المتحدة اعتزامها فرض رسوم جمركية على واردات الصلب من بعض البلدان في عام 2018، ومن بينها تركيا، لم يتمكن الوزراء الأتراك من الوصول إلى نظرائهم الأمريكيين عبر الهاتف للحديث عن ذلك. لكن حقيقة إن وزير التجارة الأمريكي ما يزال مصمما على تعزيز التجارة مع تركيا قد تسهل عملية الإقناع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس