ترك برس
لسكان قضاء "يايلاداغ" التابع لولاية هطاي جنوب تركيا تقاليد عتيقة بها رائحة التاريخ وبساطة الأجداد من أزياء وطبخ وحلويات، ومن بينها حلوى الرغوة المستخرجة من دبس العنب، ويعود تاريخ هذه الحلوى الموسمية الخريفية لمئات السنين.
تقولت السيدة غوزيدا أوغراش (72 عاما) إنها ورثت تحضير هذه الحلوى "رغوة العنب" من أجدادها الذين ورثوها كذلك وواظبوا على إعدادها منذ مئات السنين، مضيفة أنها كانت تقدم للضيوف سابقا، وأكدت السيدة غوزيدا أنها تسعى لتوريث حلوى "الرغوة" إلى أبنائها وأحفادها، كي تساهم في توارثها كما فعل أجدادها.
ذُكِرَ العنب في القرآن الكريم إحدى عشرة مرة في جمل النعيم بالأخص، فهو ثمر الجنة وله فوائد جمة: غنيّ بالماء، والفيتامينات والأحماض العضوية، والسكّريّات سريعة الهضم والامتصاص، والمعادن الضروريّة للجسم، كما أنّه مفيد للتخسيس، والإرهاق، والإمساك، ويقي من مرض الزهايمر، ومفيد أيضاً للجلد والشعر، يُستفاد من شجرة العنب بأكملها وثمارها تؤكل، وتُعصر، أخضر أو يابس وتُصنع منها المربى، والزبيب والدبس، وكذلك ورقها و بذورها يُستخرج منها زيت ومراهم، كما تساعد فاكهة العنب على التخلص من الصداع النصفي وتهيج المعدة، ويساعد على خفض مستوى الكوليسترول في الدم، و علاج الربو وفقر الدم؛ حيث يوصف للمرأة الحامل في بداية حملها لتجنب تهيج المعدة ووفرته بالماء ومبعد للإرهاق ويوصف بالأخص لنسوة اللواتي ولدن بعمليات قيصرية لتجنب الإمساك.
ويساعد دبس العنب على الشفاء من البرد والسعال ويعطي للبدن طاقة؛ ويزين موائد الأتراك صيفا وشتاء وهذا ما أكدته أمنية كوجر من ولاية العثمانية انه تعده صيفا وتخزنه لبرد الشتاء ويحضر دبس العنب باختيار الجيد للعناقيد العنب وتغسل جيدا وتعصر يدويا ويغلي السائل المستخلص على النار الحطب في قدر ويحرك جيدا بمعلقة خشب ويترك ليبرد... وقبل ذلك يتم ازالة الرغوة التي تغطى وجه دبس العنب في القدر لتسمى حلوى الرغوة وتوضع في الصحن ولا يتم تناولها سوى بأوراق التين أو التوت، نظرا لاعتقاد الأتراك أن الملاعق المعدنية لا تعكس المذاق الحقيقي لها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!